تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة لجوهر بن مبارك أستاذ القانون الدستوري ومنسق مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" ووالده المناضل اليساري عز الدين الحزقي الذي يخوض إضراب جوع منذ أربعة أيام ضمن تحرك تنفذه 8 شخصيات في إطار المبادرة ضمن سلسلة تحركات تقودها ضدّ الانقلاب على الدستور الذي شرع فيه الرئيس قيس سعيد. وعلق القيادي بالتيار الديمقراطي عبد الواحد اليحياوي على الصورة المتداولة عبر تدوينة قال فيها "أمام صورة عزالدين الحزقي المنهك بسبب إضراب الجوع، وصورة خوف ابنه وابنته عليه، على قيس سعيد أن يشعر بالخجل. عليه أن يشعر بالخجل أمام عقود من نضال التونسيين من كل العائلات الفكرية والسياسية ومن دماء ثورة 2011." وكتبت المحامية إسلام حمزة على حسابها بفايسبوك: "سي عز الدين الحزقي.. رجل استثنائي..حتى إضراب الجوع لا يغيره ولا يثنيه.. إنه بطلنا.. بطل الديمقراطية.. والديمقراطيين.. ربي يفضله و يحميه.." وكتب الأمين البوعزيزي حوارا مفترضا بين الأب عز الدين وابنه، يخاطب فيه جوهر والده قائلا: "يا أبت نحن نخاف على صحتك. إضراب جوع في عمر 75 عاما لجسد هدته السجون". فيردّ عز الدين الحزقي: "وأنا أخاف على أحفادي من العيش في ظل ما هد جسدي وقوّى عزيمتي". ودوّن حساب القاضي حمادي الرحماني: "الشيخ اليساري يُعرّيهم ويُورّث الشرف لابنه". وعلّق الصحفي نور الدين المباركي، مشيرا إلى أنّه في القصص والروايات والقصائد التي تتحدث عن المقاومة و المحاكمات والسجون كانت صورة الأم والأب دائما حاضرة سندا معنويا، رغم الألم الداخلي الذي يشعران به تجاه الابن الذي تعذب وسجن و" خسر مستقبله" بسبب انشغاله بالسياسة. لكن في المشهد بين عزالدين الحزقي وابنه جوهر، جاءت الصورة عكسية ومؤثرة، حسب المباركي. وأضاف: "وحدهم من مرّوا بالمحن وعاشوها ستتحرك عندهم كل الصور القديمة". يذكر أن مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، أعلنت الخميس 23 ديسمبر، أنّ مجموعة من الشخصيات الوطنية دخلت في إضراب جوع احتجاجي، بمقر نشاط المبادرة الديمقراطية مواطنون ضد الانقلاب بضاحية المنزه التاسع بتونس العاصمة. ويشارك في الإضراب عز الدين الحزقي الناشط اليساري منذ الستينات من القرن الماضي، وأحمد الغيلوفي وزهير إسماعيل عضوي مبادرة مواطنون ضد الانقلاب، والنواب فائزة بوهلال ويسري الدالي وايمن العيساوي ورفيق عمارة، وعجمي الوريمي القيادي في حركة النهضة. وأوضح بيان، نُشر على الصفحة الرسمية لمبادرة "مواطنون ضد الانقلاب"، على موقع فايسبوك، أنّ التحرك الجديد يأتي "شكلا متقدما من أشكال النضال الديمقراطي"، وذلك بعد أن اتضح في خطاب قيس سعيد يوم 13ديسمبر الحالي "أنّ الانقلاب ماض بلا تراجع في استكمال الإجهاز على ما تبقّى من المسار الديمقراطي والإلغاء التام لدستور 2014".