بدأ البرلمان الباكستاني اليوم السبت التصويت على اقتراح بحجب الثقة بهف سحب الثقة من رئيس الوزراء عمران خان، بعد 13 ساعة من محاولة الحزب الحاكم تأخير الاقتراع. وقبل دقائق من التصويت أعلن رئيس البرلمان استقالته، الأمر الذي ترتب عليه ترك مقعده شاغرا. وأعلن بدء جلسة التصويت، أحد المشرعين من المعارضة، الذي جلس على المقعد الشاغر لرئيس البرلمان. وكان من المقرر أن يرأس رئيس البرلمان أسد قيصر، وهو حليف لخان، جلسة الاقتراع على حجب الثقة للإطاحة بخان اليوم السبت تنفيذا لحكم المحكمة العليا الباكستانية. ويقول مشرعون معارضون ومحللون إن الحزب الحاكم يحاول تأخير التصويت. وقال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز" إن قائد الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوا التقى اليوم السبت برئيس الوزراء عمران خان في خضم أزمة سياسية حول اقتراع برلماني لعزل رئيس الوزراء. ويأتي الاجتماع بعد ساعات من تعليق مفاجئ لجلسة البرلمان قبل إجراء التصويت الذي كان من المتوقع على نطاق واسع أن يخسره خان. وعرقل حلفاء خان اقتراح حجب الثقة الأسبوع الماضي وجرى حل مجلس النواب لكن المحكمة العليا في باكستان أمرت يوم الخميس بضرورة إجراء التصويت بحلول اليوم السبت. وألمح أعضاء في حزب خان أمس الجمعة إلى أنهم سيحاولون تأخير التصويت قدر الإمكان، قائلين إن هناك مؤامرة خارجية لعزله. وتعهد نجم الكريكيت السابق خان بأن "يناضل" ضد أي تحرك للإطاحة به. وقبل رفع الجلسة، خاطب زعيم المعارضة شهباز شريف، الذي يتوقع أن يصبح رئيسا للوزراء في حالة الإطاحة بخان، المجلس وحث رئيس البرلمان أسد قيصر على ضمان إجراء التصويت باعتباره أمرا يحظى بالأولوية. وقال رئيس البرلمان إنه سينفذ أمر المحكمة "نصا وروحا". وصعد خان (69 عاما) إلى السلطة في عام 2018 بدعم من الجيش. لكنه فقد في الآونة الأخيرة أغلبيته البرلمانية عندما انسحب حلفاء له من حكومته الائتلافية. وتقول أحزاب المعارضة إنه أخفق في إنعاش الاقتصاد الذي تضرر من جائحة كوفيد-19، ولم يف بوعوده لاستئصال الفساد من البلاد وبجعل باكستان أمة مزدهرة تحظى بالاحترام على الساحة العالمية. وتقول المعارضة وبعض المحللين إن خان على خلاف مع الجيش وهو اتهام ينفيه هو والجيش. وحكم الجيش البلاد على مدى نصف تاريخها الممتد 75 عاما بعد الاستعمار ولم يكمل أي رئيس وزراء فترة ولايته الكاملة البالغة خمس سنوات. وقال خان الذي حظي بدعم شعبي واسع عندما تولى منصبه إنه يشعر بخيبة أمل من قرار المحكمة لكنه وافق عليه. وكان قد دعا إلى إجراء انتخابات بعد حل البرلمان. لكنه أوضح أنه لن يعترف بأي حكومة من المعارضة تحل محله. وقال في خطاب للأمة في ساعة متأخرة أمس "لن أقبل حكومة مستوردة"، مشيرا إلى أن خطوة الإطاحة به جزء من مؤامرة أجنبية ودعا إلى احتجاجات سلمية يوم الأحد. وقال "أنا مستعد للنضال". ويتهم خان الولاياتالمتحدة بدعم مؤامرة للإطاحة به دون تقديم دليل على اتهامه. وتنفي واشنطن هذا الاتهام. وعارض خان التدخل الذي قادته الولاياتالمتحدة في أفغانستان وعزز العلاقات مع روسيا منذ أن أصبح رئيسا للوزراء. وإذا خسر خان التصويت بحجب الثقة، يمكن للمعارضة أن ترشح رئيس وزراء من صفوفها. وكالات