بمركز الشيخ الفاضل بن عاشور للثقافة والفنون بالمرسى ، وبدعوة كريمة من جمعيتي " تونس اليوم " و"حركة الشباب التونسي " ، حظي " موقع الشاهد " بالتكريم ضمن ( النخبة الداعمة للثورة والانتقال الديمقراطي ) والتي شملت عددا من المثقفين والمشتغلين في مجال الإعلام الإلكتروني من صفحات ومواقع عدد هام من رموز الفضاء الافتراضي ، تقاطروا مساء السبت على الفضاء الثقافي الذي يشرف عليه الدكتور سامي براهم ، يعانقهم شوق التلاقي بأصدقاء امتطوا صهوة الكلمة ليساهموا كل من موقعه في نحت ملامح مشهد إعلامي بديل خلال السنوات الأخيرة . منهم من كان خصما لدودا للمخلوع ونظامه ، ونجما من النجوم الذين أسهموا في زعزعة عرش طغيانه حتى انسل فارّا غير مأسوف عليه ، ومنهم من امتشق سيف الكلمة ينحت من خلالها ملامح مشهد سياسي جديد يدعم الثورة في مساراتها واستراتيجياتها ومآلاتها ، وظل حارسا أمينا يناجز بشهامة المحاربين الشرفاء من يريد لها التردي في مستنقعات الردّة ،ينافح عنها بالكلمة ، والصوت المرتفع الصادح الذي لايخشى في الحق لومة لائم ، ومن خلال جذوة حركة اجتماعية لاتهدأ ، ولاتكل ولاتمل ، تجدها حيث يجب أن تكون في الساحات والفضاءات العامة وفي جميع المواقع . الدكتور سامي براهم كان له باعتباره مدير مركز الشيخ الفاضل بن عاشور للثقافة والفنون بالمرسى شرف الافتتاح بالترحاب والابتسامة المشرقة التي تميزه بمن أطلق عليهم " الأصدقاء الافتراضيين " الذين وطؤوا فضاء لو نطقت جنباته لصدحت بما كان ينتهك فيه من حريات وحقوق ، فضاء تتراقص جدرانه سعادة باحتضان رجال ونساء من أنصار الثورة ، في قلب "البلدية " يتعاهدون فيه على استكمال مشوار طويل يحقق فيه الوطن آمال ومطامح من أهدوه الحرية . اللقاء الذي تواصل على امتداد أمسية طويلة ، وشهد كلمات عدد من الضيوف ، الذين نذكر منهم ياسين العياري الذي كشف أن صفعة بوليس له في المترو دون ذنب منه حين كان عمره 17 سنة مثلت تحولا في حياته ، وساهمت في نحت مسيرة مقاوم ، ومدون تخز كلماته الدكتاتور وزبانيته فتحيلهم إلى كلاب مسعورة تعادي الكلمة الصادقة فتحاول اغتيالها او تحييد صاحبها وتعقب خطواته والتضييق عليه … المدون احمد بن صالح ، صاحب الكلمات النارية الصادقة التي ترهب أعداء الثورة ،و تكشفهم وتعري مؤامراتهم ، كان هو الآخر هناك ، واكتشف الجميع من خلاله شخصية مرحة خجولة ، متواضعة ، وأنه على عكس مايذهب في ظنهم وفي ظن الجميع لايتخفى وراء اسم مستعار . الظهور الذي كشفه وأخرجه مرغما من الفضاء الافتراضي إلى الفضاءات العلنية كان محاكمة الرأي الفضيحة التي اتهم فيها بالمشاركة في نشر فيديو يتعلق بإحدى نائبات المجلس الوطني التأسيسي عن حزب اشتهر برسكلة رموز النظام البائد . المناضلة الحقوقية ، وإحدى أشهر نصيرات الثورة والانتقال الديمقراطي ، السيدة حليمة معالج كانت هي الأخرى هناك لتقول في كلمتها الموجزة أنها شديدة الإيمان بان ثورة حدثت بالبلاد وأنها ستنتصر بإذن الله . ولعل من حضر المناسبة كان ينتظر أن يلاقي شخوصا كثيرين ممن تابع كتاباتهم ولاقت استحسانه ، وتناسقت واتسقت مع أفكاره وآرائه ، لكنه حتما لم يتوقع أن يتقاطع في طريقه مع الشاعر عبد العزيز المدفعي الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس ) ، وأطلق العنان للقوافي يصوغ من خلال مدافع تدك عروش المتمترسين وراء منظومة الفساد والإفساد ، وأنصار الثورة المضادة بما لهم من ترسانة نووية إعلامية وسياسية ومالية وقضائية . أما رموز النخبة المساندة للثورة والانتقال الديمقراطي فقد حضر منهم خصوصا الدكتور نورالدين العلوي ، والحبيب بوعجيلة ومحمد الحاج سالم ومحمد ضيف الله وشاكر الشرفي وغيرهم … الاحتفال الذي انطلقت فعالياته في الطابق العلوي لمركز الشيخ الفاضل بن عاشور للثقافة والفنون بالمرسى ، استكمل مشواره في القاعة الكبرى بفقرة موسيقية ردد فيها الحاضرون مع الفرقة أغاني الثورة وترانيمها التي خلدتها الأجيال بأصوات الشيخ إمام ، وجوليا بطرس وعشاق الوطن … وعلى أنغام ، كل ثورة واحنا دايما فرحانين ، فرحانين ولّي ماتوا في المعارك فرحانين ولّي حرّض ولي شارك فرحانين ولّي حاملين هم فكرة فرحانين ولّي شايلين هم بكرة فرحانين ولّي كلمتهم امانة فرحانين ولّي معدتهم جيعانة فرحانين … ارتفعت شارات النصر ، في لحظة اقتطعها أحبة الكلمة الصادقة من وقائع الحرب التي يخوضونها يوميا للتمكين لمشروع الثورة واستحقاقاتها ، وتتالى النداء من مصدح المنشطة النشيطة وفاء مطر على أسماء المكرمين من مثقفين ومدونين ، وشعراء ، وصفحات (فخار يكسر بعضو ، بنزرت الثورة ، ……) ومواقع ( الشاهد ، زوم تونيزيا ، ميديا بلوس ، عيون ، تونس انفو …) ، ليجدد المكرمون الذين أكد المنظمون أنهم لايمثلون سوى الدفعة الأولى لمن يستحقون التكريم العهد للوفاء للثورة ودماء شهدائها ، وللنضال من اجل تحقيق أهدافها وانتقالها الديمقراطي الذي لايزال في حاجة لجهود أبنائها ويقظتهم حتى ترسو على شاطئ الأمان . ملاحظة هامة : يتوجه " موقع الشاهد " بجزيل شكره للقائمين على التكريم لاسيما منهم السيدة الفاضلة " ام شادي " صاحبة المبادرة و راعية الاحتفال على دعوتهم الكريمة ، وحفاوتهم البليغة ، ويجدد العهد مع قرائه على آن يظل وفيا لخطه التحريري ، منحازا للثورة وأهدافها ، منافحا عن الانتقال الديمقراطي ، وفيا لدماء الشهداء ، مدافعا عن قضايا الأمة ، لايخشى في الحق لومة لائم . تقرير : لطفي هرماسي