حركية كبيرة تجري خلال الأيام الأخيرة داخل مقرات حركة نداء تونس ، وتوجس خفي يظهر ويختفي مع كل مؤشر دال على اقتراب موعد إجراء الانتخابات . مايحدث عبارة عن حرب مواقع تؤكدها عدة مؤشرات لعل أبرزها العريضة التي وقعها أخيرا أعضاء هيئة التسيير للمطالبة باقالة حافظ قائد السبسي من رئاسة لجنة الهياكل، بين التيار الدستوري الذي يسيطر على المجلس الوطني والهياكل الجهوية ، وبعض القيادات اليسارية الموالية للبكوش و مرزوق وبن تيشة والتي ترى ان صعود حافظ قائد السبسي كرمز للتيار الدستوري يمكن ان يخل بتوازنات الحزب، وتحالفاته . ولعل أهم "جرم " يقترفه السبسي الابن هو وقوفه وراء سياسة التهدئة التي يسعى بمساعدة أطراف نافذة داخل النداء لأن تكون شعار المرحلة ، في حين لاتزال شعارات الاستقطاب الإيديولوجي والصراع مع النهضة هي المسيطرة على سلوكات وبرامج الشق اليساري فيه . هذا الخلاف في التصورات ، والتوجس من حجم حافظ قائد السبسي التنظيمي ، واصطفاف الشق "الدستوري " وراءه يجعل الشق اليساري يخوض معركة وجود ضد خصم عنيد يعمل في صمت ، و يحقق نتائج سريعة ، خاصة في مجال تدعيم تمثيلية هذا الشق وفي تغيير التوازنات الانتخابية داخل النداء . ومعلوم ان المطالبة برأس حافظ قائد السبسي يمر حتما عبر محاولة التحالف مع أطراف أخرى قوية على حساب المؤسس والزعيم الأوحد ، "سي الباجي " . ويبدو أن الحليف القديم الجديد ليساريي النداء ليس سوى كمال اللطيف