مع اقتراب الانتخابات ، تتسارع حركية غير عادية في المقر المركزي لحركة نداء تونس بالبحيرة أبطالها رموز اليسار داخله والذين تشير معلومات مؤكدة أنهم قد اتصلوا خلال الفترة القليلة الماضية في أكثر من مناسبة بكمال اللطيف رجل الظل ومحرك خيوط اللعبة والتوازنات داخل النداء ، وتحصلوا منه على وعود بالوقوف معهم ضد حافظ قائد السبسي الذي بدأ بعد في إعداد قائمة انتخابية يترأسها في إحدى دوائر تونس الكبرى . حرب التموقعات ، بين مختلف التيارات داخل النداء ، والتي اشتدت هذه الأيام عقب اجتماع صفاقس ، جعلت الصراع على أشده من أجل تلوين القائمات الانتخابية ، وتوفير الدعم المالي واللوجستي والإعلامي لها ، لم يجد لها التيار اليساري الذي يتزعمه الطيب البكوش من حل سوى الاستقواء بكمال اللطيف الذي بدأ يتضجر في كل المناسبات من تعاظم صورة الباجي وعدم قدرته على ضبط إيقاعه ، والتحكم في اختياراته ، ولن تكون الضربة التي سيتلقاها الباجي من اللطيف وحلفائه اليساريين سوى من خلال التضحية بابنه ، باستعمال سيناريوات مختلفة واختلاق اشكاليات قد تزيح السبسي الابن على هامش المشهد مما سيضعف موقع والده ويجعله يثوب إلى رشده بعد أن يخسر ابنه فرصة حياته في الخروج إلى دائرة الفعل السياسي يخسر من ورائه الشق الدستوري الحليف الاقوى داخل الحركة .