_ربما يبدو العنوان غريبا للجميع خاصة عندما يعلم الجميع مدى العلاقة التي تجمع بين النهضة من جهة و الإتحاد العام التونسي للشغل "المحايد" و المعارضة من جهة أخرى. كل ما في الأمر لا يتجاوز كونه سخرية من واقع مرير و نفاق سياسي يعيش على وقعه التونسي كل يوم من متابعته لوسائل الإعلام. فالمتأمل للواقع التونسي بعد تخلي حركة النهضة والترويكا عن الحكم لحكومة مهدي جمعة يلمح تغيّرا كبيرا في المواقف وصلت لحد إجهار البعض بنقيض ما كان يدافع عنه في عهد الترويكا. فجاء تصريح لرجاء بن سلامة التي عرفت بالدفاع عن إتحاد الشغل و إضراباته في عهد الترويكا على النقيض حيث طالبت الإتحاد بالكف عن الإضرابات و عن عدم المطالبة بالزيادة في الأجور و تحسين ظروف العمل و غيره من المطالب التي أرهق بها الترويكا. قرأنا ايضا تصريحات من هنا و هناك ابرزها على لسان المنجي الخضراوي الذي إستغرب عزوف أعوان البلدية عن العمل مما أدى إلى تراكم الأوساخ في المدن و لم يتهم الحكومة أو الوزارة المعنية بل طالب بمعاقبة المقصرين من الأعوان حزب التحالف الديمقراطي نال نصيبه من التلون أيضا بعد أن طالب نائبه محمد البارودي السلطة التنفيذية ممثلة في وزيرة السياحة آمال كربول و الوزير المكلف بالأمن رضا صفر بعدم حضور جلسة المساءلة و سحب الثقة لو عقدت في العلن في خرق واضح للدستور في حق المواطن للنفاذ إلى معلومة و في خرق أكبر للدستور بالسماح بتغول السلطة التنفيذية على حساب السلطة التشريعية وبإيعاز من نائب ممثل للسلطة التشريعية رأيناه سابقا يصول و يجول عند مساءلة وزراء الترويكا. و عند جمع كل هذه المعطيات و مقارنتها بما كان الحال عليه في عهد الترويكا نجد أن الإتحاد و المعارضة و من يسمون أنفسهم نخبة مثقفة كانوا يدافعون عن "الزوالي" و عن "قفة الزوالي" في عهد الترويكا و كانوا يعرفوا ثمن الفلفل و الطماطم و الدلاع و حتى لحم الأرنب بينما الآن إختفت هذه الأسعار و الشهادات و أصبحنا لا نعلم ماذا يوجد في قفة "خالتي مباركة" صديقة حمة الهمامي الشهيرة. فهل تكمن سعادة هذا الشعب المسكين في حكم الترويكا و خاصة النهضة الذي يحفز الإتحاد و من والاه بالدفاع عن المواطن؟؟