الشاهد / مقال رأي نداء تونس هو الجبة الممزقة التي يحاول الباجي خياطتها من جديد لضم بقايا المخلوع والمصدومين من الثورة والانتخابات وما ولدته من هزات زلزالية حطمت كل أوهامهم دفعة واحدة، وأعادت تونس من جديد إلى وضعها الطبيعي دولة لشعب، لا شعبا على ملك عصابة تتحكم بدولة. قيادة النداء كثير منها يسار.. الجبهة الشعبية اليسارية التي صدحت طويلا بشعارها الاثير يسقط حزب الديتور يسقط جلاد الشعب تجد نفسها أحيانا كثيرة في حضن الجلاد القديم وحجره.. تعترض بخجل وتمنع على إقصاء نداء تونس، بحجة رفض الإقصاء، وتتحالف معه تحت الطاولة، وعلى أكثر من صعيد.. من بقي ضد عودة التجمع ملفوفا في جبة النداء الممزقة: هيئات حماية الثورة، وحركة النهضة، وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحركة وفاء، ومجموعات صغيرة أخرى. حركة وفاء هي الاكثر وفاء لشعاراتها في محاربة عودة التجمع.. النهضة ضد عودة الحزب المقبور للحياة لكنها الحزب الحاكم وللحكم إكراهاته، والضغوط عليها تهد الجبال، فتناور وتداور، لكنها جوهريا هي نقيض النداء وعدوه اللدود.. حزب المؤتمر يلعب بالبيضة والحجر.. رئيسه المؤسس يقدم نفسه فوق الاحزاب ويستقبل الباجي ومرجان وجغام، ورئيسه الحالي يقدم خطوة ويرجع أخرى للوراء، لكنه يظل مثله مثل النهضة خصما للنداء وان اقتضت المناورة حينا بعض اللين في الخطاب. لكن احتمال التحالف بين الطرفين واردة، لكن ضعيفة، في لحظة ما بعد الانتخابات القادمة كيدا للنهضة ونكاية فيها. أغلب اليسار، وعلى رأسه الجبهة الشعبية، يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه.. غريمه العقائدي: النهضة في السلطة، وأولوية إفشالها في الحكم ثم إزاحتها منه تقتضي التحالف ولو مع الشيطان فكيف بحزب قياداته مقسمة بالعدل والسوية بين التجمعيين الأقحاح واليساريين الانتهازيين المهرولين يمينا