شنّت بعض القوى اليسارية قبل انتخابات 23 أكتوبر على حركة النهضة حملة تخويف وترهيب ساهمت في خدمة الحركة على مستوى نتائج الانتخابات، وهو ما اعترفت به القوى اليسارية وبعض القيادات النهضوية. لكن بدأ مؤخرا بعض أعضاء حركة النهضة في شنّ حملة ضدّ حركة نداء تونس آخرها تصريح رئيس الحركة الشيخ راشد الغننوشي الذي قال إنّ «حركة نداء تونس أخطر من التشدّد السلفي وأنّ مقاومة التشدد السلفي أسهل من مقاومة ظاهرة عودة التجمع التي تتجسدّ في حركة نداء تونس». وهو ما دفع بالبعض إلى القول إنّ سيناريو «الفزاعة» الذي خدم حركة النهضة في الانتخابات سيخدم هذه المرة حركة» نداء تونس» التي تعتبر المستهدف الأول من هذه الفزاعة. في هذا الإطار، اتصلّت «الصباح الأسبوعي» بوليد البناني عضو حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي ورضا بلحاج عضو الهيئة التأسيسية لحركة نداء تونس بالإضافة إلى حديثنا مع المختص في علم الاجتماع السياسي طارق بلحاج محمد. أفادنا وليد البناني أنّه «لا مجال للمقارنة بين حملة التخويف التي شنتها القوى اليسارية قبل الانتخابات على حركة النهضة والحملة التي تشنّها النهضة على حركة نداء تونس»، قائلا: «نحن على حق عندما نحذّر من»نداء تونس» لكونه يضمّ الوجوه التجمعية الفاسدة والتي مثلّت يوما ماكينة التجمع المنحلّ الذي لم يتوقف عن نشر الفساد والاستبداد في البلاد وهو ما يعني أنّ بقاءهم يعكس عودة الاستبداد إلى البلاد». وذكر البناني «أنّ مقاومة التشدد السلفي أمر وارد وحله الأساسي الحوار مع الأطراف السلفية لكنّ مقاومة الفساد والاستبداد مع أعضاء حركة نداء تونس أمر مستحيل لأنّهم من زرعوا الفساد في البلاد». «تشويهنا أكبر دليل على نجاحنا» من جهته، قال رضا بلحاج إنّ «حركة النهضة متخوّفة من» نداء تونس» لأنها تعتبره منافسا جديّا لها يملك برنامجا واضحا من شأنه تمكين حركتنا من جلب أكبر عدد من المواطنين خاصة أنّ الباجي قائد السبسي أثبت قدرته على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والأمني في الفترة الانتقالية والمواطن أصبح اليوم قادرا على معرفة من هو أصلح للبلاد في الحكم، وسعي حركة النهضة إلى تشويهنا أكبر دليل على نجاحنا». وتوجّه بلحاج بسؤال إلى أعضاء حركة النهضة: «تتحدّثون عن التجمعيين وتتبعون مبدأ حلال علينا حرام عليكم، اخجلوا على أنفسكم». «الشيطنة تعطي نتائج عكسية» وعن مدى خدمة فزاعة نداء تونس لحزب قائد السبسي في الانتخابات القادمة، قال المختص في علم الاجتماع السياسي طارق بلحاج محمد: «من شأن شيطنة حركة النهضة لنداء تونس أن يعطي نتائج عكسية تخدم نداء تونس في الحكم خاصة أنّه لم يقدّم نفسه على أنه ضحية مثلما فعلت حركة النهضة قبل انتخابات 23 أكتوبر». وأشار في هذا الصدد إلى خطإ اليسار الذي قدم خدمة مجانية لحركة النهضة التي ما فتئت تلعب دور ضحية بن علي وبورقيبة سابقا وضحية اليسار قبل انتخابات 23 أكتوبر، قائلا: «لقد خدمتها الفزاعة خاصة أنها سوقّت خطابا شعبويا». وذكر المختص في علم الاجتماع السياسي أنّ «خطاب الإقصاء وخطاب شيطنة الآخر هو خطاب ضعف وخوف وبكونه يصبح مضاعفا عندما يصدر ممّن يملكون السلطة «. وأضاف قائلا: «هذا الخطاب يعكس تبني الخطاب السياسي لبن علي الذي يهدف إلى تشويه المعارضين الذين بقوا طيلة فترة حكم بن علي أبطالا ومناضلين لدى العديد من التونسيين الذين أعربوا عن غضبهم في 14 جانفي».