غزة – اسماء المدهون حمزة قعقور , احمد خلوف , محمد نصري , منصور موقدة … أسماء لأسرى مرضى نقشت على أبواب الزنازين وأزقة المعتقلات وأروقة التحقيق , كما غيرهم كثيرون ممن يحيون ظروف صعبة داخل الأسر . قسوة السجان جعلت المرض ينخر في عظامهم ويتركهم في متاهة الاهمال الطبي .. حتى بقى لهم مستقبل غامض تلفه اسوار المعتقلات . سجلهم المرضي لم يشفع لهم عند المحتل في أسرهم ولم يمنعه من أن يسومهم ألوان العذاب , ومن حالفه الحظ ورأى النور لم يسلم من مطاردة شبح المعتقل والأسر مرة أخرى في صورة مرض خبيث يلاحقه أو حمل جسده وعقله على آثار التعذيب الذي تسبب فيه دموية الاحتلال وبقى الماضي ذكرى أليمة . أشرف أبو ذريع كان اسيرا خلال سبعة أعوام في سجون الاحتلال الصهيوني استشهد مؤخرا بسبب الاهمال الطبي الذي عاناه طوال فترة الاعتقال وقد قامت ممرضة بإعطائه ابره قبيل الافراج عنه بساعات أدت الى دخوله في غيبوبة وموت سريري مدة ما يقارب الشهرين مما أدى الى استشهاده , وهذا جعلنا نتسائل عن مصير آلاف الأسرى داخل السجون , ونطرح سؤالا كبيرا عن اسباب استشهاد العديد من الأسرى بعد الافراج عنهم خاصة الذين يقضون سنوات طويلة داخل المعتقلات الصهيونية ! الأسرى المرضى / آلاف الأسرى يقبعون في سجون الاحتلال لا يعرف أحد مم يعانون وكيف هي حياتهم في ظل سجان لا يرحم ولا يعترف بقانون لا شرعية . أكرم سلامة اسير محرر وعمل مندوبا سابقا للأسرى في مستشفى سجن الرملة تحدث عن أن عدد الأسرى المرضى داخل السجون الصهيونية بلغ 226 أسيرا منهم 14 حالة تعاني من امراض مزمنة كالقلب وأمراض السكر والأعصاب وضغط الدم , وأكد على أن عشرات الأسرى يحتاجون الى عمليات جراحية عاجلة لإنقاذ حياتهم منهم أطفالا ونساء ومسنون ورغم ذلك ترفض ادارة مصلحة السجون الصهيونية نقلهم للمستشفيات وأضاف سلامة الى أن أكثر الامراض شيوعا بين الأسرى المحررين هي امراض الالتهابات في الامعاء والمعدة والمسالك البولية وبعض الامراض الجلدية , وأشار بأن الأسيرات وضعهن أيضا سيء لعدم وجود مستشفى خاص بالنساء وأضاف بأن هناك تقصير في احتياجات الاسيرات من ناحية الملابس الخاصة واحتياجات المرأة الشهرية . وبدوه أكد الأسير المحرر أحمد الفليت بأنه في بعض الاحيان تقوم قوات الاحتلال باعتقال فلسطينيين خلال اشتباكات وهم مصابون فانها لا تقوم بعلاجهم مباشرة ولكن تنقلهم الى المعتقل أو التحقيق وأضاف في هذه الحال يقوم الاحتلال بالضغط على الاسرى في التحقيق وحتى الاطباء بعيدا عن مهنتهم الانسانية فانهم يقومون بتعذيب الاسرى من خلال وضع الملح او الضغط على الاماكن المصابة كما حدث معه في عام 1991 , وأكد على وجود سياسة متعمدة في عدم تقديم العلاج للاسرى المرضى ومشاركة الاطباء العاملين في مراكز التحقيق في تعذيب المعتقلين المرضى وان هذا الطبيب اذا ما قام بفحص الاسير فانما يقوم بذلكمن أجل ان يعرف كم من الضغط والتعذيب يمكن للمحقق أن يمارسه عليه . العلاج السحري / كثيرة هي الأمراض التي تصيب السرى فترة سجنهم وربما تبقى حبيسة في أجسادهم لتظهر عليهم بعد الافراج عنهم ولكن فترة الأسر لا يكون هناك مجالا للشكوى أو الاعتراض وفي حال كان هناك شكوى فان العلاج السحري والسريع هو المسكن من قبل طبيب انتزعت من قلبه كل معاني الانسانية . اعدام بطيء/ ولعل أخطر ما يواجه الأسرى هو سياسة الاعدام البطيء من خلال عدم تقديم العلاج لهم, وخاصة أن قوات الاحتلال تعتقل كل يوم عشرات الشبان الفلسطينيين من ابناء الضفة ومنهم المرضى اللذين لا تقدم لهم الرعاية الصحية المطلوبة . وحكومة الاحتلال تتبع هذه السياسة وتتعامل مع المعتقلين دون الرجوع لأي قانون وأي عرف فكان من أخطر ما اكتشف حتى اللحظة هو ما كشفه الأسير المحرر محمد عارف من مدينة جنين على قيام الأطباء في مصلحة السجون الصهيونية بممارسة تجارب على الأسرى، إضافة لإجراء عمليات جراحية فاشلة لهم تفاقم من خطورة وضعهم الصحي. وقال المحرر عارف والذي كان يرقد في سجن الرملة لشهور وأيام متتالية بسبب إصابته بعدد من الأمراض وضع الأسرى في الرملة مأساوي لأبعد الحدود، هناك أسرى صراخهم يملأ المشفى في بعض الأحيان من شدة الألم، وهناك أسرى يلازمون سرير المرض طيلة اعتقالهم التي تستمر سنوات طويلة كالأسير الشهيد أشرف أبو ذريع”. وأضاف:”أجريت عدة عمليات جراحية خلال فترة اعتقالي، وكنت لا أملك خيارا إلا أن أسلم جسدي لأشباه الأطباء هناك، علّ آلامي تخف قليلا، على الرغم من أني على يقين أنهم يستخدمون أجسادنا لإجراء تجارب على بعض الأدوية والعمليات الطبية، فجعلونا كفئران تجارب لمخططاتهم”. مماطلة / خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الانسان في غزة قال حول ما يحدث في السجون الصهيونية نحن نتابع الأسرى وقلتا وما زلنا نقول ان اسرائيل لا تقدم الرعاية الطبية المطلوبة , مشيرا الى أن كثيرا من الأسرى يعانون من أمراض مزمنة وأخرى تسببت بها الأوضاع المعيشية السيئة داخل السجون . وحول الأوضاع في سجون الاحتلال قال أبو شمالة عندما نتحدث عن الأوضاع المعيشية في أي سجن يجب أن نتبع ما نصت عليه القوانين والمواثيق الدولية لكن اسرائيل لم توقع عليها وتعتبر نفسها فوق كل القوانين موضحا انها تعتقل آلاف الفلسطينيين في ظروف صعبة وتتعامل معهم بلا انسانية ,مئات بل آلاف ما زالوا يعانون وينظرون للشمس وهي تشرق من خلف قضبان المعتقلات الصهيونية يحلمون كل يوم بأن يأتي اليوم الذي سيخرجون فيه لعائلاتهم , ولكن خروجهم لا يعني انتهاء معاناتهم .. فكما سبقهم كثيرون فحياتهم مازالت في مهب رياح المرض والألم جراء سياسة الاحتلال التي لا تقيم وزنا لا لقانون ولا ميثاق ولا عهد .