جاء رد الفلسطينيين سريعاُ وعملياً على فيلم لوزارة الخارجية الإسرائيلية استبدلت فيه قبة الصخرة المشرفة في المسجد الأقصى بما سمته هيكل سليمان، بفيلم وثائقي يحمل اسم “الهيكل” . وتم إنتاج فيلم “الهيكل” في غزة، ليشير إلى أن اليهود معنيون بربط الدين اليهودي بأرض فلسطين، ومدته 48 دقيقة وصورت بعض المشاهد تحت المسجد الأقصى واستطاع المصور أن يصور مجسم الهيكل المزعوم الذي تجهزه إسرائيل. وسيعرض الفيلم الفلسطيني “الهيكل” خلال عدة أيام على عدة فضائيات ليلقي الضوء على حفريات اسرائيل تحت المسجد الأقصى بذريعة وجود هيكل سليمان، وهي قضية الخلاف في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والدول الإسلامية. ونبهت قيادات دينية فلسطينية إلى أن إسرائيل بدأت فعليا في بناء “الهيكل المزعوم”، وأقدمت على هدم مبان حكومية إسلامية من الحقبة الأيوبية في ساحة البراق التي تبعد 50 متراً عن المسجد الأقصى. ويستعرض الفيلم آراء أكثر من 50 من كبار علماء الآثار وحاخامات إسرائيليين وكبار علماء المسلمين الفلسطينيين وكبار المسيحيين الفلسطينيين، بالإضافة لعدد كبير من الصحافيين والباحثين الفلسطينيين، ليصل الفيلم لخلاصة أن علماء الآثار أكدوا أنهم وجدوا آثارا لجميع الحضارات عدا الحضارة اليهودية وهيكل سليمان. أما الفيلم الاسرائيلي فهو من إنتاج وزارة الخارجية بإسرائيل وتمتزج فيه بالتقنيات الحديثة من الغرافيك مع مشاهد تصويرية تجسد انهيار قبة الصخرة ليظهر مكانها هيكل سليمان كمعلم تاريخي بناه الإسرائيليون منذ 3000 عام. وبطل الفيلم هو نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون والذي يظهر على الشاشة أمام إطلالة على قبة الصخرة وهو يتحدث عن العلاقة بين اليهودية والحرم القدسي الشريف. وقررت وزارة الخارجية الإسرائيلية عدم بث الشريط خوفاً من ردة فعل الفلسطينيين والعالم الإسلامي واستبدلته بتصوير آخر تختفي فيه قبة الصخرة دون هدمها، إلا أن وجود هيكل سليمان مكانها يبقى حقيقة كما في النسخة الأولى.