إني رأيتك في المنام ملاكي طيرا يرفرف في ذرى الأفلاك فلهثت خلفك والمسافة بيننا شوق تأجج من لطيف هواك فكأن وجهك والنجوم طوالع نور على نور فما أضواك وبدوت لي كونا تظافر سحره ففنيت حبا في سبيل رضاك شرب الفؤاد على يديك وفاءه ورفضت فيك جريمة الإشراك كم هزني الشوق الغرير لرحلة تجتاز بي عشا من الأسلاك لكنني والحُب فيك عبادة قاومت وهم العتق والأشراك وكفرت بالعصيان وهو كرامة للنفس ، من درن ومن أحساك حمّلتُ قلبي فوق ما عوّدته من صبره بجريرة الإمساك فكأن صمتي في المحبة ذلّة وكأن كبرك ،في السما علاّك أغريتِني بالوصل لما ذقتُه فمن الذي بالهجر قد أغراك؟ **** يا موطني يا ذروة الأشواق يا راية عنوانها أحداقي لولاك ما كان الهيام قصيدتي ولغاب نبض العشق عن أوراقي ولكانت الأيام محض متاهة أشقى بها ويلفني إشفاقي أنت الولادةُ في الزمان زمانَه ووجودَه ورصيده والباقي كل المرابع قد تهون على الفتى إلا المواطن منبت الأعراق ما الأرضُ إلا أن تكون سجلّنا وكتابَنا المسطورَ بالأرماق ما الأرض إلا أن نصون جبينها من نزوة التجار والأسواق فالحب ليس قصيدة مشحونة بالقفز والتهويم والإحراق لكنه الصبر الجميل على الضّنى وعلى الوفاء لموطن مشتاق