/تونس قسّمت الأحزاب السياسية التونسية مرة أخرى الشارع التونسي وهو يحتفل بالذكرى 75 لعيد الشهداء، فيما تداركت السلطات الرسمية خطأ الشهر الماضي عندما تجاهلت الاحتفال بعيد الاستقلال، حيث شارك الرؤساء الثلاثة اليوم في موكب رسمي لإحياء هذه الذكرى. وتحوّل شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة اليوم الثلاثاء، إلى ما يشبه حديقة “هايد بارك” اللندنية، حيث تجمّع أنصار الأحزاب السياسية في أماكن مختلفة من هذا الشارع الذي يُنظر إليه كرمز لثورة 14 كانون الثاني/يناير2011 التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي. واختار كل حزب من هذه الأحزاب الاحتفال بذكرى عيد الشهداء على طريقته، ما ساهم في تقسيم الشارع التونسي الذي توزّع على هذه الأحزاب، وذلك في سابقة خطيرة غيّبت الوحدة الوطنية التي كان يتعيّن إبراز معانيها في مثل هذه المناسبات الوطنية. وتحتفل تونس في التاسع من افريل من كل عام بعيد الشهداء، وذلك إحياء لذكرى سقوط العشرات القتلى أثناء مظاهرة ضد الإحتلال الفرنسي للبلاد، وللمطالبة ببرلمان تونسي، وذلك في العام 1938. وكان لافتاً اليوم مشاركة حركة النهضة ، في الاحتفالات بهذه الذكرى، برفقة عدد من الأحزاب الإسلامية والجمعيات ، وذلك في خطوة رأى المراقبون أنها تندرج في سياق تدراك أخطاء العام الماضي عندما تجاهلت الاحتفال بعيد الشهداء. ولكن رغم الانقسام الواضح ، فإن الاحتفالات اليوم بعيد الشهداء بشارع الحبيب بورقيبة، مرّت بسلام حيث لم تُسجل صدامات بين مختلف القوى، باستثناء بعض الشعارات الاستفزازية التي رُفعت بين الحين والآخر من أنصار هذا الحزب أو ذاك، مثل شعار”موتوا بغيظكم” الذي رفعه أنصار حركة النهضة، والذي ردّ عليه أنصار “الجبهة الشعبية” بشعار”وكلاء الاستعمار نهضاوي رجعي سمسار”. ويبدو أن الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها قوات الأمن التي فصلت بين المشاركين في هذه الاحتفالات، حالت دون تسجيل احتكاك أنصار هذا الحزب أو ذاك أثناء مسيراتهم وسط شارع الحبيب بورقيبة. وكانت احتفالات العام الماضي التي لم تشارك فيها حركة النهضة وحلفاؤها قد تحولت إلى مواجهات عنيفة بين الامن و انصار المعارضة وقد أشرف الرؤساء الثلاثة، الرئيس منصف المرزوقي،ورئيس الحكومة على لعريض ,ورئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، ، اليوم على موكب لإحياء ذكرى عيد الشهداء. وحيا الرؤساء الثلاثة، رفقة وزير الدفاع رشيد الصباغ، العلم على أنغام النشيد الوطني، واستعرضوا تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة قبل أن يضعوا إكليل من الزهور، وتلاوة الفاتحة ترحماً على أرواح الشهداء . وشارك في هذا الموكب أعضاء الحكومة ، والمجلس الوطني التأسيسي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الوطنية والسياسية.