ظاهرة مرضية في تونس وسابقة تفرد بها اليسار عامة وبعض من يعتنقون مذهب الإلحاد خاصة وهي العزوف عن قراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح الموتى والشهداء من ابناء وطنهم وحتى رفاق دربهم. حدث ذلك مع العديد من الشخصيات السياسية داخل المجلس التأسيسي كما حدث في الكثير من المحطات الأخرى لاحت جلية ومفضوحة حين زار المصري حمدين صباحي قبر شكري بالعيد ورافقته العديد من الشخصيات المحسوبة على الجبهة الشعبية الى مشارف المقبرة ثم تقدم معه بعض القوميون وظلت النواة الأصلية للجبهة بعيدا عن باحة القبر وعن المجموعة الباسطة أيديها لتلاوة الفاتحة على روح زميلهم ، هذا الصنيع يعد سابقة في تونس لأننا شاهدنا في العديد من الدول الأخرى مثل لبنان والأردن والمغرب بعض الذين يجاهرون بإلحادهم في تصريحاتهم وكتاباتهم يقرؤون الفاتحة في مثل هذه المناسبات ، حتى ان احدهم سُئل عن ذلك فقال أقراها ثقافة واحتراما للمناخ السائد وليس عقيدة ، لا بل رأينا شخصيات مسيحية من الغرب في مراكز سياسية متقدمة يقرؤون الفاتحة مع المسلمين احتراما للحالة العامة ومجاملة لثقافة اللحظة . لكن بعض المخلوقات التونسية المسكون بالهوس الإيديولوجي يجدون لذة في مشاكسة الثقافة الدينية لشعبهم ويعتقد الكثير منهم انه عندما يقبض يده ولا يبسطها يكون قد نال من خصومه السياسيين وأصابهم في مقتل ، ولا تعدو ان تكون مثل هذه الصنائع والأفعال الصبيانية كونها نزوة ايديولوجية معتقة معقدة ، تضر بصاحبها وتعمق قطيعته مع شعبه.