شكّل القرار المفاجئ من السلطات الاماراتية القاضي بمنع كل تونسية مهما كان سنها من السفر على متن الخطوط الاماراتية ، تعديا صارخا على كرامة تونس وإهانة لها، دولة وحكومة وشعبا ، رجالا ونساء ، ما جعل الرد التونسي يكون مزلزلا و في مستوى الحدث الذي لم يكن الاول من نوعه ، حيث سبق للسلطات الاماراتية وقف منح التأشيرات للتونسيين على مدى سنتين . ما فعلته السلطات الاماراتية لقي ردا سريعا و حاسما من الدولة التونسية التي قررت حضر الطيران الذي أساء الى نساء تونس واعلنت وزارة النقل أمس الأحد عن تعليق رحلات شركة الخطوط الإماراتية من وإلى تونس الى حين تمكن الشركة المذكورة من ايجاد الحل المناسب لتشغيل رحلاتها طبقا للقوانين والمعاهدات الدولية. رواد مواقع التواصل الاجتماعي تونسيون و عرب لم تستثنهم الأحداث و ردوا بقوة مزلزلة على الاهانة الاماراتيةلتونس و نساءها ، ليتصدر هاشتاغ (تونس تؤدب الامارات) المرتبة الاولى عربيا في ظرف قياسي ووجيز، و ليحتل المرتبة الاولى ب28 الف تويت، هاشتاغ أكد للعالم انه لا يوجد اغلى من كرامة الدفاع عن الشرف التونسي ، الذي لا تستطيع شراءه لا الامارات و لا غيرها. يشار كذلك الى أن عددا من الجمعيات والمنظمات التونسية والأحزاب طالبت السلطات التونسية باتخاذ موقف صارم والتصدي إلى كل اجراء يمس بكرامة التونسيين والتونسيات. هذا و قد تم منع كل تونسية مهما كان سنها من الصعود على متن الطائرة بمطار تونسقرطاج حتى وإن كانت مرفوقة بقرينها، سواء كانت في اتجاه الإمارات أو في رحلة عبور، باستثناء النساء التونسيات المقيمات بدولة الإمارات العربية المتحدة، مما تسبب في حالة من الاضطراب بالمطار. وقد سمحت شركة الخطوط الإماراتية في وقت لاحق من نفس اليوم، للمسافرات التونسيات بالسفر على متن طائرتها من مطار تونسقرطاج والمتوجهة إلى دبي، علما أن الإدارة العامة للطيران المدني بوزارة النقل تدخّلت لدى سلطة الطيران المدني بدولة الإمارات قصد رفع هذا الإجراء نهائيا. ورغم الاعلان عن التراجع عن هذا القرار ، فان عمليات منع السفر تواصلت بعدد من مطارات العالم ،واضطرّت السلطات التونسية في كل مرّة للتدخل. وجاء تواصل قرار المنع نتيجة عدم تعميم التراجع عنه بكل المطارات، وفق ما أكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية. هذا و ندّد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أمس الاثنين بمنع سلطات دولة الإمارات العربية المتحدة صعود سيدات تونسيات على متن طائراتها المتوجهة إليها من تونس الجمعة الماضية، واعتبره تمييزاً صارخاً وانتهاكاً مؤسفاً لحقوق المرأة. وقال المرصد الدولي الحقوقي الذي يتخذ من جنيف مقرا له إن نطاق القرار الإماراتي الذي تضمن منع كل النساء من حملة الجنسية التونسية والمتوجهات إلى مطار دبي الدولي من مطار تونسقرطاج، يقوم على سمة تمييزية مركَّبة.