تميزت العلاقة بين تونس و الإمارات في السبع سنوات الأخيرة بالفتور و بالتوتر في أحيانٍ كثيرة ، خاصّة و أنّ محاولات الدولة الاماراتية للتدخل في الشأن الداخلي التونسي ، لم تنقطع منذ اندلاع الثورة التونسية المجيدة ، فالامارات ظنت ان تونس مثلها مثل بعض البلدان بامكانها ان تُباع و تشترى بالاموال النفطية المتدفقة من كل حدب و صوب ، و لكن تونس و على عكس البعض اكدت ان كرامة شعبها فوق كل الحسابات . الأخطبوط الاماراتي حاول مرارًا و تكرارًا نصب شباكه و توطين جذوره من خلال التغلغل وسط الطبقة السياسية عبر تمويل الاحزاب و تلميع شخصيات سياسية لا تمتلك أرصدة نضالية للتأثير في مسار الانتقال الديمقراطي و المشهد السياسي بصفة عامة ، و ان كان نسبة من النخب السياسية رفضت العمل داخل اجنداتها الوطنية فإنّ نُخبا أخرى انساقت وراء الاموال الطائلة التي تغدق بها الامارات على أتباعها . و تُؤكد مصادر إعلاميّة على أن التدخّل الإماراتي في المشهد السياسي التونسي لم يتوقّف منذ فوز حركة النهضةبانتخابات 23 أكتوبر 2011، حيث موّلت الإمارات عدداً من الأحزاب والشخصيات السياسية المعروفة، إضافة لعدد من التحرّكات الاحتجاجية، بهدف شيطنة حزب حركة النهضة والرئيس السابق المنصف المرزوقي. و في موفى سنة 2015، نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرين متتالين، اتّهم فيهما الإمارات بالوقوف خلف عدم الاستقرار في تونس، لرفض الرئيس التونسي تكرار نموذج السيسي في مصر بالسعي ل "سحق الإخوان". كما كشف الإعلامي التونسي سفيان بن فرحات أثناء مداخلته على قناة نسمة التونسية الخاصة في 18 من شهر ماي 2015، أن الرئيس التونسي الباجي القائد السبسي أعلمه في لقاء خاص أن دولة الإمارات طلبت منه إعادة سيناريو مصر وإزاحة حركة النهضة التونسية للإيفاء بتعهداتها المالية لتونس إلا أن الأخير رفض ذلك وفضل سياسة الحوار والتوافق لتفادي الحرب الأهلية بالبلاد وإراقة الدماء . علاقة الامارات بآفاق تونس فجر تصريح صحفي لقيادي في حزب آفاق تونس –أعلن انسحابه مؤخرا من الإئتلاف الحكومي – جدلا في الأوساط السياسية والشعبية في تونس إثر حديثه عن لقاء رئيس حزبه بالقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان المستشار المقرب من ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد. و يُعرف محمد دحلان بلقب "رجل الثورة المضادة" في دول الربيع العربي و"أخطبوط مؤامرات الشرق الأوسط ، و وفقا لمصادر موثوقة قام دحلان في 16 نوفمبر 2017 بلقاء قيادات عدد من الأحزاب "المحسوبة على الإمارات" و من بينها حزب آفاق تونس ، و لكن الحزب سارع بعد ذلك إلى نشر بيان توضيحي نفى خلاله أي لقاء جمع رئيس الحزب أو أعضاءه بمحمد دحلان وبكونه "ناتج عن سوء فهم السؤال من طرف المتحدث". بحسب نص البيان. من هو محمد دحلان ؟ نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا قالت فيه إن محمد دحلان الذي طرده محمود عباس من فلسطين في سنة 2011، أصبح مستشار الظل لمحمد بن زايد، الحاكم الفعلي لدولة الإمارات، وهو يتواجد اليوم في قلب المؤامرات السياسية والمالية التي تعصف بالشرق الأوسط. وأضافت الصحيفة أن محمد دحلان يحاول التقرب من وجوه سياسية في تونس، خاصة من رجال النظام السابق وقيادات اليسار التونسي ومن أبرز الشخصيات محسن مرزوق وياسين ابراهيم. وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن الإمارات ومحمد دحلان يسعيان لممارسة الضغوط في تونس من أجل إنهاء التوافق السياسي وضرب التحالف بن حركة النهضة ونداء تونس." الإمارات و محسن مرزوق بعض المعلومات المنشورة هنا وهناك تفيد أنّ الأمين العام لحزب حركة مشروع تونس محسن مرزوق تربطه علاقة متينة بالامارات ، وتؤكد مصادر اعلامية و تحاليل سياسية كثيرة أن حزب مشروع تونس الذي يراسه مرزوق يتلقّى تمويلات وأوامر مباشرة من الإمارات، بهدف تعطيل الانتقال الديمقراطي في البلاد، وهو ما تجلّى في عدد من المواقف الذي اتخذها الحزب و امينه العام ، خاصة في ما يتعلق بالحادثة الأخيرة ، حيث وصف محسن مرزوق الاهانة الاماراتيةلتونس بمجرد " خطأ" ، مهاجما في الآن نفسه التونسيين الذين دافعوا على كرامة المرأة التونسية. من جهة أخرى تداول عدد من وسائل الاعلام ، الايام المنقضية ، خبرا مفاده وجود وساطة إماراتية لإعادة العلاقة بين نداء تونس وحركة مشروع تونس، وذلك على هامش لقاء تم بين سفير الاماراتبتونس والمدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي. ويأتي ذلك على إثر تدوينة للقيادي بنداء تونس برهان بسيس على صفحته الخاصة على "الفايسبوك" مفادها: "سفير دولة أجنبية قدم إلينا في نداء تونس ليعرض وساطته بين النداء وحزب تونسي آخر ….لتوحيد العائلة التقدمية العصرية….". ومن جهته، اكتفى الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، في تصريح ل"الصباح نيوز" بوصف ما تم تداوله بالأمر "السخيف"، مستغربا من تداول مثل هذه الأخبار وفي هذا التوقيت بالذات، قائلا: "يكفي سخافات".