لئن استطاعت تونس ان تحقق نقلة ديمقراطية هامة في السنوات الاخيرة الا انها لم تحرز اي تقدم على المستوى الاقتصادي حيث سجلت التوازنات المالية للبلاد اختلالا ملحوظا تمثل بالخصوص في تراجع نسب النمو وتفاقم البطالة وبلوغ نسب التداين مستويات غير مسبوقة و ما زاد من تفاقم الوضع هو تزعز ثقة المستثمرين الاجانب في تونس لا سيما بعد تصنيف تونس كجنة ضريبية و اظهارها كاخطر بلدان العالم لسنة فضلا عن تراجع الترقيم السيادي لتونس في مجال سداد القروض . وأحدثت هذه القرارات صدمة لدى الشارع التونسي مع تحذير محللين من أن ذلك سيهدد الاستثمارات التي تحتاجها البلاد بشدة و مساعيها لتأمين قروض خارجية بقيمة ثلاثة مليارات دولار لتمويل ميزانية 2018. تخفيض الترقيم السيادي لتونس في مجال سداد القروض أصدرت وحدة الاستعلامات الاقتصادية والتيقظ الاستراتيجي الأمريكية، تقريرا شاملا حول وضع الاقتصاد التونسي طيلة سنة 2017 وسيناريوهات تطوّره خلال العام المقبل. هذا التقرير و بحسب ما نشره موقع " الشارع المغاربي " يعد صادما بكل المقاييس بالنظر الى انه خلص إلى انه من الوارد جدا أن تخفّض على وجه التحديد مؤسسة "ستندار أند بورز" الترقيم السيادي لتونس وتصنيفها الائتماني في مجال سداد القروض من "ب مع آفاق مستقرّة إلى "س مع أفاق سلبية" وذاك خلال الاسابيع القادمة. ويعني ترقيم "ب مع آفاق مستقرّة" أن مستويات الاقراض والاستثمار الخارجي عالية المخاطر ويمكن ان ترتقي إلى حدّ "المخاطرة والمجازفة" ولكن الترقيم "س" المزمع المرور إليه مع "آفاق سلبية" يُشكّل ترقيما يتمّ بمقتضاه تصنيف البلاد التونسية كبلاد عالية المخاطر للغاية وفي مرحلة تسبق التعثر المالي بشكل كامل. وبنت وحدة الاستعلامات والتيقظ الاستراتيجي الاقتصادي الامريكية تقييمها على عدد من المحاور أبرزها عامل عدم الاستقرار السياسي والمخاطر المترتبة عنه والتي قد تؤدي الى انهيار نظام الحكم الحالي في سياق عام . تونس تظهر في تقرير عن "اخطر بلدان العالم لسنة 2017" ظهرت تونس في تقرير " أخطر بلدان العالم في عام 2017 " صادر وفقا لتوصيات متعلقة بالسفر اعدتها وزارة الخارجية الإسبانية. وجاء في تقرير نشرته "صحيفة "ABC" الإسبانية حول "أخطر دول العالم في عام 2017 " أن "القائمة السوداء" قد تشهد تغيرات ما في المستقبل المنظور، مشيرة إلى انخفاض مستوى الخطر في بعض الدول المدرجة عليها، بما فيها تونس وأوكرانيا. وتظهر تونس ضمن قائمة تضم 76 دولة ينصح بتوخي الحذر الشديد وعدم زيارة مناطق فيها، منها السينغال وإثيوبيا والجزائر التي قال التقرير ان درجة الخطورة انخفضت فيها مقارنة مع العام الماضي. وحسب الصحيفة ، فقد تم تقسيم دول العالم إلى أربع مجموعات، بما فيها بلدان خطيرة للغاية، وبلدان ينبغي تجنب زيارتها، ودول يمكن زيارتها لكن مع توخي الحذر، وأخيرا بلدان يمكن زيارتها بأمان ودون أي قيود. ادراج تونس في قائمة دول الملاذ الضريبي مخاوف كبيرة تسود تونس جراء تداعيات القرار الأوروبيّ بإدراج تونس ضمن القائمة السوداء لدول الملاذ الضريبي، والذّي يتزامن مع زيارة وفد صندوق النقد الدولي لتقييم مسار الإصلاحات الهيكليّة والمصادقة على القسط الثالث من قرض صندوق النقد الدولي و من الممكن ان تتطور الانعكاسات السلبية لهذا القرار لتشمل تعليق المساعدات الماليّة من الاتحاد الأوروبي وتأثّر المناخ الاستثماري والاقتصاديّ ككلّ في ظلّ تفاقم العجز المالي للموازنات العموميّة. و صادق وزراء ماليّة الاتحاد الأوروبي المجتمعين يوم 05 نوفمبر 2017 في العاصمة البلجيكيّة بروكسيل، على قائمة من 17 دولة تمّ تصنيفها كملاذات ضريبيّة ، و من بينها تونس و الامارات و البحرين،والتّي أبدت تقاعسا في مكافحة التهرّب الضريبيّ رغم النداءات الأوروبيّة المتكرّرة لهذه الدول. وأشار تقرير لتلفزيون يورونيوز التابع للاتحاد الأوروبي إلى أن هذا الإجراء جاء بعد رفض البلدان المذكورة في القائمة "تقديم المساعدة للاتحاد من أجل مكافحة التهرب الضريبي". وأكد التقرير أن البلدان المدرجة في "القائمة السوداء" ستفقد إمكانية الاستفادة من أموال الاتحاد الأوروبي، فيما رجح احتمال اتخاذ تدابير صارمة أخرى في الأسابيع المقبلة .