تعيش تونس منذ أيام على وقع توتر سياسي وسط حراك مُتداخل لا يجتمع على كلمة سواء، انطلق من خلفيات ومرجعيات وحسابات مختلفة، ليدفع بملف الاستقرار السياسي بأبعاده المتنوعة إلى صدارة المشهد الداخلي. التوتر والخلاف الحزبي، لم يعد حكرا على الخصوم السياسيين بل أصبح التوتر يعصف بتماسك الحزب الواحد، ويبدو حزب افاق تونس في صدارة القائمة، حيث تداولت مواقع اعلامية معطيات تفيد بإمكانية التحاق الوزيرين المستقيلين منه، وهم كل من فوزي عبد الرحمان ورياض المؤخر بحركة نداء تونس، وأنه من الممكن ان يعلنان انضمامها للحركة في الساعات القليلة القادمة إضافة إلى وزير ثالث لم تذكر اسمه. يأتي ذلك بعد أن أعلن كل من وزير الثقافة، محمد زين العابدين، و وزير المالية، رضا شلغوم، اِلتحاقهما بالحركة السبت 06 جانفي 2018. تعليقا على ذلك، قال النائب عن افاق تونس أنور العذار في تصريح ل"الشاهد"، إنه من الممكن جدا ان يلتحق الوزراء المستقيلون من حزبه بحركة نداء تونس، مشيرا الى أن رئيس الحزب ياسين ابراهيم قد قرر طردهم من الحزب لدى اجتماع مكتبه السياسي الاحد 07 جانفي 2018. وأضاف العذار، أنه تم التعدي على صلاحيات رئيس المكتب كريم الهلالي لأنه رفض التخلي عن ممثلي الحزب في الحكومة، لافتا الى أن قرار طردهم أحادي اتخذه رئيس الحزب دون استشارة هياكله، ولا تبريره. من جهته، أكد النائب عن حركة نداء تونس محمد رمزي خميس في تصريحه ل"الشاهد"، أن الحركة لم تناقش مسألة التحاق أحزاب افاق بها، وأن الموضوع لم يطرح لا من جانب نداء تونس ولا من جانب الوزراء المستقيلين. واستبعد محدث "الشاهد" ذلك، لافتا الى أنه تقنيا لا يمكن، في علاقة بتوافق الحركة مع باقي شركائها في الحكومة، لأن ذلك سيرفع مستوى مشاركة الحزب في الحكومة، واعتبر أن هذا الأمر سيخلق إشكالا مع باقي الاحزاب المكونة لها. وأشار النائب عن نداء تونس الى ان المسألة داخلية تتعلق بالحزب وأعضائه، وتتمثل في أن عددا من أعضائه يرفضون الانسحاب من وثيقة قرطاج. في المقابل، أكد القيادي في نداء تونس وسام السعيدي أنه من المنتظر ان ينظم عدد من الوزراء الى حركة نداء تونس على غرار رياض المؤخر وزير البيئة و الشؤون المحلية و اياد الدهماني الوزير المكلف بالعلاقات مع مجلس النواب ووزير املاك الدولة مبروك كورشيد. هذا وأعلن حزب آفاق تونس، في بيان أصدره السبت 06 جانفي 2018، "انسحابه من وثيقة قرطاج"، و رفضه التوافق الذي وصفه ب"المغشوش" بين حركتي نداء تونس والنهضة. واعتبر في بيانه الذي جاء في أعقاب اجتماع لمكتبه السياسي، أن التوافق المذكور "شل مسيرة البلاد وأدى بها إلى مستوى من الانحدار والخطورة طال جل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية"، على حد قوله. وأضاف أن "فشل سياسة التوافق بين حركتي نداء تونس والنهضة، أفرغ وثيقة قرطاج من محتواها وأثمر أوضاعا اقتصادية واجتماعية متردية". وكان الحزب قد قرر منتصف الشهر الماضي في ختام أشغال مجلسه الوطني في دورة إستثنائية، القطع مع المنظومة السياسية الحالية المنبثقة عن وثيقة قرطاج لحيادها حسب تقديره، عن الأهداف التي وضعت ، معلنا تحرره من هذه المنظومة. كما أعلن آفاق تونس رفضه لمحتوى قانون المالية لسنة 2018 في صيغته المصادق عليها في مجلس نواب الشعب لإفتقاده للشجاعة المطلوبة في هذه المرحلة ولرؤية إقتصادية وإجتماعية تستجيب لطموحات التونسيات والتونسيين،حسب نص البيان. تساءل الرئيس الباجي قايد السبسي عن "أحقية" حزب آفاق تونس في الانسحاب من الحكومة، باعتباره أحد الموقّعين على اتفاقية قرطاج، وذلك خلال افتتاحه يوم الجمعة 5 جانفي الاجتماع الذي ضمّ هذه الأطراف والذي حضره ياسين إبراهيم، الأمين العام لحزب آفاق تونس. يشار في سياق اخر، الى أن وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين ووزير التربية حاتم بن سالم قد أعلنا التحاقهما بهياكل حزب نداء تونس وشاركا في الندوة الوطنية الأولى المتعلقة بالإنتخابات البلدية. وأفاد الناطق الرسمي باسم نداء تونس منجي بأنه من المنتظر أن يشهد الحزب قريبا التحاق عدد من الشخصيات السياسية، دون ذكر تفاصيل بخصوصهم.