تشهد الساحة السياسية التونسية تطورات مهمة ومتلاحقة قد تغيّر المشهد بشكل كبير، تطورات تصب في خانة واحدة وهي (محاصرة حركة النهضة) الحركة التي تمثل منافسا لا يستهان به في الانتخابات البلدية القادمة بالنسبة للأحزاب الأخرى ، فمن جهة يعلن نداء تونس أنّه سيفك ارتباطه مع الحركة و في نفس اليوم يصدر آفاق تونس بيانا يؤكد فيه على عدم تحالف الحزب مع النهضة مع أنّ الأخيرة لم تطلب التحالف معهم و من جهة أخرى تتعاضد 10 أحزاب وتتكاتف حاملة شعار "العداء للنهضة" . بسبب حركة النهضة "الآفاقيون" مرتبكون يشهد حزب "آفاق تونس" منذ أسابيع صراعات بين أعضائه والمنتمين للحكومة، إذ لا يزال وزراء من الحزب بحكومة الوحدة الوطنية يباشرون عملهم رغم إعلانهم لاستقالاتهم في وقت سابق. وأكّدت النائبة عن "آفاق تونس"، ريم محجوب، أنّهم خرجوا من حكومة الوحدة الوطنية وقرروا القطع مع منظومة الحكم، مبينة أنّ الحكومة كانت نتاج مبادرة رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، الذي جمع الأحزاب ضمن و"ثيقة قرطاج"، لكن هذه الوثيقة ابتعدت عن محتواها نتيجة التغيرات السياسية الحاصلة. وتابعت محجوب أنّ موقف حزبها واضح، فلا اتفاق ولا تحالف بينهم وبين النهضة في أي مجال كان "ولن يكون في أي محطة حكومية". و أصدر حزب "آفاق تونس" بدوره بياناً يؤكد فيه على عدم التحالف مع "النهضة" لا وطنياً ولا جهوياً ولا محلياً ، رغم ان النهضة لم تطلب من "آفاق" أن يتحالف معها، ما جعل البيان خارجا عن سياقه و لكنه في نفس سياق المشهد لتونسي الذي يتنافس فيه الجميع على منافسة النهضة . نداء تونس يفك ارتباطه بحركة النهضة قررت حركة "نداء تونس" فك الارتباط مع حركة "النهضة" وأعلنت نهاية حقبة التوافق بينهما والمرور مباشرة إلى مرحلة التنافس. و قال رئيس كتلة نداء تونس سفيان طوبال خلال كلمته أن العلاقة مع حركة النهضة ستبقى ضمن وثيقة قرطاج فقط ولن تجمعهم بها أي علاقة بينيّة في المستقبل، مضيفا أن حزبهم سيدخل الانتخابات المحلية بقائماته الخاصة المنفتحة على الكفاءات حسب قوله بعد أن رجح مراقبون أن ينزل نداء تونس وحركة النهضة بقائمات مشتركة. وأكّدت مصادر حزبية أن قرار الحزب فكّ الارتباط مع "النهضة" أو التحوّل من مرحلة التوافق إلى مرحلة التنافس معها، لا علاقة له مباشرة بنتائج انتخابات ألمانيا (التي فاز فيها مرشح حزب الرئيس منصف المرزوقي على مرشحي النداء والنهضة) كما يظنّ كثيرون. 10 احزاب تتكاتف و تتعاضد حاملة شعار العداء للنهضة قررت عشرة أحزاب سياسية، في بيان نشر يوم 26 ديسمبر 2017، التقدم للإنتخابات البلدية ضمن قائمات موحدة في كل الدوائر الانتخابية، باعتماد مقاييس موضوعية تضمن مساحة واسعة للكفاءات الحزبية ولمختلف مكونات المجتمع المدني والمستقلين. وقد صدر هذا البيان عن كل من حزب المستقبل وحركة مشروع تونس وحزب البديل التونسي وحزب آفاق تونس وحزب العمل الوطني الديمقراطي والحزب الجمهوري وحزب المسار الديمقراطي الإجتماعي وحركة تونس أولا والمبادرة الوطنية الدستورية التونسية وحزب اللقاء الديمقراطي. و يرى مراقبون أنّ اجتماع ثلّة من الأحزاب تحت راية واحدة ما هو إلاّ دليل على عدم ثقتها في رصيدها الشعبي فالتجأت الى التوحد مخافة "الفتك" بها او بهدف ضرب الاحزاب الكبيرة حتى لو كلفها ذلك " تقزيم " نفسها في اطار "كوكبة" من الأحزاب .