يعكس الخطاب السياسي لحركة الشعب ازدراجية مواقفها التي عكست الكثير من اللخبطة وعدم الاستقرار السياسي للحركة، رغم أن فكرها القومي يجعلها أقرب الى الأحزاب الاسلامية. ويبدو أن حركة الشعب مازالت لم تتخذ موقفا بعد بشأن تموقعها السياسي، حيث ان مواقفها تصب في قدر المعارضة، وتصطف ضد خيارات الائتلاف الحاكم الذي تشاركه أهداف وثيقة قرطاج. ويشير مراقبون ان الحركة اقتربت من صنف الاحزاب السياسية التي تغير خططها ومواقفها السياسية من أجل التموقع السياسي، والظهور الاعلامي، والتي تعتمد سياسة التموضع في منزلة بين المنزلتين، لا هي معارضة ولا هي مساندة، لتميل مع الكفة الرابحة حسب ما يناسب الاحداث والمستجدات ولا تخسر في الحالتين. حركة الشعب تغيبت على اجتماع الموقعين على وثيقة قرطاج ، ما يطرح تساؤلات حول بقاء الحركة ضمن الموقعين من عدمه ، مع العلم ان الحركة نددت هذا الأسبوع بالترفيع في الاسعار محملة الحكومة مسؤولية المساس بقفة المواطن . وعن أسباب هذا التغيّب، أوضح الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي في تصريح إعلامي أن حزبه "تغيّب عن الاجتماع باعتبار أنّه يضمّ ممثّلين عن أحزاب الإئتلاف الحاكم التي ترفض تحمّل مسؤوليتها في ما يُسجّل من اضطرابات بالبلاد نتيجة خيارات خاطئة إضافة إلى كيل التهم الكيدية المُوجّهة للمعارضة مع محاولة تحميلها تبعات ما يحدث". ونقل "الشارع المغاربي" عن المغزاوي تأكيده أن هذا الاجتماع " لن يعالج أزمة البلاد ولا معنى له في ظلّ غياب الحكومة باعتبارها المسؤولة المباشرة عن الترفيع في الأسعار والجهة الوحيدة القادرة على امتصاص الغضب الشعبي". وأكد أنّ حركة الشعب رفضت حضور حوار صوري" مخرجاته طمأنة الشعب بأن الوضع مستقرّ والحال أنّه متأزّم، مضيفا "لن نكذب على الشعب.. الوضع متدهور.. هناك أزمة سياسية واقتصادية واجتماعية يتحمّل الائتلاف الحاكم والحكومة مسؤوليتها". كما تغيبت الحركة أيضا عن الاجتماع الذي دعت اليه الجبهة الشعبية لتوحيد أحزاب المعارضة، الذي دعت اليه الحركة من سنوات، وقال المغزاوي في المقابل، أن حركته تجري مشاورات مع أحزاب الجبهة الشعبية وحزب التيار الديمقراطي حول إمكانية توحيد أحزاب المعارضة، بهدف مواجهة الائتلاف الحاكم. وشدد في تصريح ل"الشاهد"، على انهم يساندون فكرة التوحد في جبهة واحدة، وانهم نادوا دائما بهذا المطلب. وعن إمكانية اختلاف ذلك ومسار ونقاط وثيقة قرطاج التي وقعت عليها الحركة وهي من ضمن أطرافها، قال المغزاوي انهم معنيون أيضا بوثيقة قرطاج لكن غير معنيين بالمسار السياسي الذي انجر عنها حسب تصريحه. من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة الشعب أسامة عويدات، أن حضور حركة الشعب في اجتماع قصر قرطاج الأول من أجل التذكير بأنها كانت قد نبهت بأن المسار الذي تم إتباعه لا يمكن أن ينتهي إلا بالفشل المتمثل في فشل المنوال التنموي وفشل الحكومة التي تحكمنا دون برنامج حكومي مدعوم من المجموعة الوطنية. واعتبر أسامة عويدات أن حكومة يوسف الشاهد فشلت في تسييرها للبلاد وذلك بسبب عدم امتلاكها لبرنامج ورؤية واضحة، مؤكدا أن الخروج من الأزمة لايزال ممكنا وذلك بالدعوة إلى حوار وطني اجتماعي واقتصادي تحوّل فيه مبادئ وثيقة قرطاج إلى منوال تنموي وبرنامج حكومي. وأكد رئيس حركة النهضة وأحد أطراف وثيقة قرطاج، أن حكومة الوحدة الوطنية لازالت قائمة ومفتوحة لاستيعاب أحزاب جديدة، وذلك تعليقا على تغيّب حركة الشعب والحزب الجمهوري وآفاق تونس عن إجتماع الموقعين على الاتفاق، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية. من جانبه أشار القيادي بحزب المسار جنيدي عبد الجواد إلى أنه تم التأكيد خلال اللقاء على أنّ الإحتجاجات السلمية من حق الجميع بعيدا عن الفوضى والتخريب التي تقف وراءها عصابات إجرامية لها مصالح مع بارونات الفساد والراغبين في عدم استقرار تونس. كما تم الحديث على أنه للجبهة الشعبية الحق في المشاركة في الإحتجاجات السلمية وأنه ليس لأي طرف الحق في الزج بها كطرف في الأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس من أعمال عنف وتخريب.