مرّ ما يقارب السنة على اغتيال المهندس التونسي محمد الزواري على يد الموساد الإسرائيلي قضيّة اهتز لها الرأي العام بعد المطالبة بتحقيقات جديّة و بكشف الحقيقة كاملة عن أيادي الموساد التي إخترقت التراب التونسي لتنفّذ العمليّة . سُجلت " ضد مجهول " ، هذه ما أفضت اليها التتبعات و التحقيقات الي قامت بها السلطات التونسية لإماطة اللثام عن حقيقة وفاة محمد الزواري و وقع اطلاق سراح كل الموقوفين في القضية ، في خطوة تنذر بان حق الشهيد سيدفن بدفن الملف. و أكد رضوان الزواري شقيق الشهيد محمد الزواري ، أنّ السلطات التونسيّة تتعامل مع ملف الشهيد و كأنها تتعامل مع مواطن أجنبي لا يحملُ الجنسيّة التونسية ، مؤكدا ان الزواري أُستبيح دمه أمام منزله و مع ذلك لا يوجد تعاون مع السلطات التونسية ، و قال في اصريح خص به موقع "الشاهد" " لا نشعر بالتجاهل فحسب بل نشعر بالتقصير و المماطلة حتى اننا نشك بوجود محاولات لطمس الحقيقة ، على حدّ تعبيره . و استدرك رضوان الزواري بالقول " السلطات التونسية افرجت عن 10 تونسيين متهمين بالمشاركة في جريمة القتل و مع ان تهمهم ثابتة الا انهم اتُّهموا فقد بمدّ المساعدة اللوجستية للموساد الاسرائيلي ، وهو ما يرفضه العقل و المنطق ." ووصف الزواري ، تعاطي السلطات التونسية مع ملف القضية بالتعاطي "الهزيل و الهزيل جدا " مثمّنا في المقابل الحظوة و الاهتمام التي وجدته عائلة الشهيد من قبل الدول العربية و الاسلامية الّتي لم تقطع الاتصال بهم على حدّ قوله . و في ما يخصّ مدى استجابة السلطات لمنح الجنسية التونسية لارملة الشهيد محمد الزواري ، اكد محدثنا ان ملف الزوجة تمت سرقته و لا اثر له بالمصالح الإدارية لوزارة العدل ، و هذا بهدف عرقلة القضية و تعطيل الملف على حد قوله . وعزز 4 محامين هيئة الدفاع عن الحق الشخصي للشهيد المهندس محمد الزواري هم على التوالي: عميد المحامين عامر المحرزي والمحامي محمد عبو والمحاميتان حنان الخميري وهاجر عبد الكافي، وفق ما نقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء عن شقيق الشهيد رضوان الزواري. وأضاف رضوان الزواري في تصريح "للشارع المغاربي" أن العائلة ارتأت تعزيز هيئة الدفاع عن حقوق ابنها بأعضاء آخرىن حتى تكون الهيئة أكثر صلابة وقوة سيما أمام ما لوحظ "من غياب النية الصادقة لدى السلطة للكشف عن الحقيقة ومن بطء في تقدم الأبحاث". يذكر أن هيئة الدفاع عن الشهيد محمد الزواري ضمت في تركيبتها الأولى كلاّ من المحامي لدى التعقيب، عبد الرؤوف العيادي، والمحامي محمد وجدي العايدي ورئيس فرع المحامين الحالي بصفاقس حاتم المزيو، ورئيس فرع صفاقس الشمالية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان المحامي نعمان مزيد. واغتيل الزواري، في 15 ديسمبر من العام الماضي أمام منزله في صفاقسالتونسية، بطلقات نارية استقرت في رأسه وصدره. وفي وقت سابق، أعلنت كتائب "القسام" أن الزواري هو "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل (طائرات بدون طيارة)". كما اتهمت "القسام" إسرائيل باغتيال الزواري، فيما كان تعليق وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، في تصريح صحفي، أن "إسرائيل تفعل ما يجب القيام به للدفاع عن مصالحها"، دون الاعتراف صراحة بالوقوف وراء الاغتيال.