لا يمرّ أسبوع دون أن يثبت رئيس حزب افاق تونس ياسين ابراهيم انه فشل في تسيير حزبه، فعد ان قضى ابراهيم و بشكل شبه تام على الحزب بسبب تقلبات ارائه و مواقفه الاحادية، و لم يتردّد نواب الحزب وقياداته في تحميل ياسين إبراهيم مسؤولية قراراته الفرديّة وتبعاتها في تقسيم الحزب و تآكله يوما بعد يوم. ويعيش آفاق تونس منذ أسابيع على وقع أزمة داخلية غير مسبوقة أفضت الى استقالات في صفوف ابرز قياداته وتعليق اخرين عضوياتهم من الحزب، فيما أقدم 24عضوا من الحزب في صفاقس على تقديم استقالتهم على خلفيّة القرارات الأحادية و المسقطة التي يتخذها ياسين ابراهيم دون العودة للأعضاء الجهويين للحزب. وتوقع متابعو الشأن السياسي أن تخرج قيادات حزبية عن صمتها تجاه هذه التصرفات خصوصاً أنها واقعة تحت ضغط قواعدها التي تدعوها إلى إنقاذ الحزب قبل فوات الأوان، قبل أشهر قليلة من الاستحقاق الانتخابي المهم، أي الانتخابات البلدية في ماي المقبل. و أعلن 24 عضوا من المجلس الوطني والمجالس الجهوية لجهة صفاقس 1 وصفاقس 2 ومن المكتب السياسي والمكاتب المحلية لحزب آفاق تونس في هذه الولاية استقالتهم من جميع هياكل الحزب في بيان استقالة جماعية وقعوه مساء الخميس 8فيفري وتحصل مكتب (وات) بصفاقس على نسخة منه. وعلل الموقعون قرار استقالتهم الجماعية بما اعتبروه عدم احترام المؤسسات الجهوية والمحلية المنتخبة والشرعية من طرف ياسين إبراهيم رئيس حزب آفاق تونس، وسعيه قبل وبعد انتخابه في المؤتمر الأخير لإقصاء كل من خالفه الرأي، وفق قولهم. وارجع المستقيلون قرارهم ايضا الى ما وصفوه بالغموض الحاصل والدائم حول القرارات المسقطة وخاصة إقصاء الوزراء وكتاب الدولة المنتمين للحزب إثر قرارهم مواصلة العمل في صلب الحكومة، بحسب نص بيان الاستقالة. وانتقد المستقيلون اعتبار جهة صفاقس وخاصة مناضليها وقياداتها الجهوية والمحلية قاعدة انتخابية دورها الوحيد الامتثال غير المشروط لأوامر ياسين إبراهيم، بحسب قولهم، معتبرين أن استعمال السلطوية والنفوذ وسياسة فرق تسد لفرض الخيارات، لا تخدم المصلحة الوطنية أولا والجهوية ثانيا والحزبية ثالثا. وأثار المستقيلون في بيانهم ما قالوا عنه عدم سعي ياسين إبراهيم للم شمل الحزب وترميم ما تصدع من أركانه إثر انسحابات وتجميد عضويات وتعنته في دعم هذه الانشقاقات بحسب تعبيرهم. ووجه الأعضاء المستقيلون رسالة إلى مناضلي ومناضلات حزب آفاق تونس دعوهم من خلالها إلى عدم التستر على الممارسات التي من شأنها إعادة نمط سياسي مبني على الولاء للشخص وفق قولهم. و يتواصل التساؤل حول مصير حزب افاق تونس، الحزب الذي يشهد انقساماً حاداً قد يقود إلى إضعافه بشكل كبير، لا سيما بعد تخلّي وزارائه عنه و انسحابه من وثيقة قرطاج، وما تبعها من استقالات متتالية لابرز قياداته . الخسائر المكدسة على الحزب جعلته ينتقل من موقع المساند الرسمي للحكومة الى موقع العدوّ اللّدود الذي ما فتئ يستغل كل المنابر الاعلامية لا لشيء سوى لمهاجمة الحكومة التي ساندها بالأمس .