بعد أن شددت المنظمة الشغيلة الخناق على بعض مدّعي المعارضة، والدفاع عن مصلحة البلاد، لم تعد تقبل أحزاب المعارضة التي تكونت بعد الثورة، وأخرى انضمت اليها منذ أشهر بالدور الوطني للمنظمة لغايات مبهمة، وغير بريئة في مجملها، من ذلك رئيس الحركة الاجتماعية حديثة التكوين أحمد نجيب الشابي، ورئيس حزب افاق تونس المنضم منذ أشهر فقط للمعارضة وبعض قيادات نداء تونس الشريك الأول في الحكم. ويبدو أن المنظمة الشغيلة مستهدفة خلال الأشهر الأخيرة، ليس فقط من بعض الأطراف السياسية، بل أيضا من بعض الشخصيات المستقلة والاقتصادية، حيث قال الخبير الإقتصادي ووزير المالية الأسبق حسين الديماسي، إن رئيس الحكومة يوسف الشاهد منحاز للاتحاد العام التونسي للشغل ويطبق كل شهواته. واعتبر الديماسي في حوار له نُشر يوم الاثنين على أعمدة جريدة الصباح الأسبوعي، أنه كلما طبق الشاهد سياسات الاتحاد كلما زادت المشاكل الإقتصادية. ودعا الديماسي المنظمة الشغيلة إلى أن تؤقلم سياساتها مع الوضع العام للبلاد. وأضاف أن الاتحاد يردد نفس الخطاب منذ خمسين سنة، محملا إياه مسؤولية لأنه لا يتحدث عن إنتاجية أو منافسة بل خطابه يتمحور حول ‘إذا ارتفعت الأسعار لابد أن ترتفع الأجور' حسب تصريحه. وكان رئيس حزب افاق تونس ياسين ابراهيم الذي فشل في الحفاظ على وزرائه وعدد من نوابه ومنخرطيه في الجهات دوّن على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك انه «مستغرب من حدّة لهجة اتحاد الشغل تجاه آفاق تونس في حين أن مشكلة المؤسسات العمومية مطروحة للنقاش وهذا فيه مصلحة لتونس؟؟». وأضاف في التدوينة أن «اتحاد الشغل نسي دوره الاجتماعي وهو الدفاع عن الشغالين وتقمّص دور الحزب السياسي وأصبح يعطي رأيه في الوزرة ويحكم اكثر من رئيس الحكومة». كما دعا النائب عن افاق تونس حافظ الزواري في تصريح ل"الشاهد"، الى ضرورة الابتعاد عن لغة الشعبويات والنقابات ولغة الأحزاب، والتركيز على لغة الأرقام الصحيحة ولغة المصداقية، وذلك في تعليق عن تصريحات الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل التي أكد فيها أن افاق يسعى الى التفويت في مؤسسات الدولة. وقال مؤسس الحركة الديمقراطية، حديثة التكوين، احمد نجيب الشابي لاحدى القنوات التلفزية التونسية ولصحيفة العرب اللندنية «ان كل المؤسسات لها وظيفة خاصة بها في اطار الديمقراطية ووظيفة النقابات الدفاع عن مصالح منظوريها الاجتماعية». وأكد الشابي ان "التداخل بين الوظائف الاجتماعية والسياسية لا يخدم الديمقراطية وغير محبّذ، ونصح المنظمة الشغيلة بألاّ تتدخل في الحياة السياسية بإقالة او تعيين وزراء فهذا من مهام رئيس الحكومة والبرلمان والاحزاب على حد تعبيره، ويقول الشابي انه يحترم تاريخ الاتحاد العام التونسي للشغل لكنه يرفض التداخل في الوظائف. من جهته، تهجم الناطق الرسمي باسمه منجي الحرباوي على النقابات، واتهمها بالسعي الى وضع يدها على الدولة بالقوة والترهيب والوعيد. وكتب الحرباوي في تدوينة نشرها على جداره في شبكة الواصل الاجتماعي" آن الاوان أن تعود النقابات الى قلاعها بعد ان أدت دورها في فترة ما" وكتب ان تونس لم تعد تتحمل فوضى النقابات القطاعية والاتحادات التي تسيست اكثر من اللازم حتى باتت اعشاشا لكل المفلسين في السياسة. وأضاف ان تونس لم تعد تتحمل فوضى الاعتصامات وتعطيل العمل وغلق المؤسسات والطرقات وفوضى الحرية اللامشروعة تحت مسميات وتوصيفات كثيرة حقا وباطلا عطلت دورة الانتاج وهدمت بنيان وأركان الاقتصاد ودمرت راس المال الوطني. وقال منجي الحرباوي الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس ان تونس لم تعد تتحمل تأجيل الحلول الحقيقية والاصلاحات الضرورية والعمليات الجراحية التي وعدت بها كل الحكومات المتعاقبة… ردا على ذلك، أكد الأمين العام المساعد المكلف بالوظيفة العمومية حفيظ حفيظ في تصريح ل"الشاهد"، أن التصريحات الصادرة عن هذه الاطراف السياسية وبعض الشخصيات الاخرى في مقدمتهم بعض خبراء الاقتصاد،ومردود عليهم. وأشار إلى أن أغلب الاطراف التي استهدفت الاتحاد، تعمل لصالح أجندات سياسية مشبوهة، ولصالح توجهات ليبرالية، لا تعنيهم مصلحة الوطن. وأكد حفيظ أن الاتحاد حاضر في المشهد التونسي بمختلف جوانبه وسيقى حاضرا فيه للعب دوره الوطني والاجتماعي والاقتصادي وحتى السياسي، لافتا الى أن تونس في حاجة الى كل الاطراف باختلاف توجهاته لإنقاذها من الازمة التي تمر بها.