ردود أفعال متباينة على الساحة السياسية عَقِبت دعوة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل لإجراء تحوير وزاري ، استغلها البعض للركوب عليها وتجديد المناداة بتغيير الحكومة ، الأمر الذي ليس محبّذا في الوقت الحالي نظرا للحساسية التي تمر بها البلاد والتحديات التي تخوضها اجراء تحوير الان سيزيد من تعقيد الامور وفق خبراء. و قد استغل الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق الوضع ليجدد مطلبه بضرورة تغيير الحكومة. وصرح مرزوق، ل"آخر خبر أونلاين"، إن ما جاء على لسان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يؤكد ما ذهبت إليه حركة مشروع تونس، "حيث طالبنا منذ الخروج من وثيقة قرطاج بتصحيح المسار على مستوى تركيبة الحكومة، و اعتبرنا أن الخروج من وثيقة قرطاج دق لجرس الإنذار". و أضاف أن الأخبار السيئة تتالت على تونس خصوصا بعد التصنيفات الأخ҄يرة و تعديل نسبة النمو من 2.2 إلى 1.9 ،إلى جانب كل المؤشرات الاقتصادية التي تراجعت سواء على مستوى تصنيف تونس دوليا و نسبة المديونية و ارتفاع نسب البطالة و التضخم .. وشدد على أن دعوة المشروع إلى إعادة تصحيح المسار على مستوى التشكيلة الحكومية لقي انتقادات سياسية، باعتبار أن التصحيح يمس من الاستقرار في العمل الحكومي رغم أن ذلك لم يمنع المنتقدين من تغيير محافظ البنك المركزي الذي لم يتبق من عهدته إلا بضعة أشهر. وأفاد مرزوق أن دعوة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل للتحوير الوزاري تؤكد ما ذهبنا إليه من أن الدعوات إلى الاستقرار هي في الحقيقة دعوات لاستقرار الأزمة والحفاظ على استقرار التراجع والسلبية ". و اعتبر محسن مرزوق أن موقف نور الدين الطبوبي هو نتيجة قراءة سليمة للوضع في البلاد بعد أن حاول لآخر لحظة ايجاد حلول مع الحكومة للأزمات الموجود لأن هشاشة الوضع تتطلب اكثر مسؤولية. كما اعتبر أن الطبوبي أعلن عن موقف الاتحاد بعد اقتناعه أن الوصول الى حلول ايجابية بالتركيبة الحالية غير ممكنة. و بدورها لم تفوت الجبهة الشعبية كعادتها الفرصة للدعوة الى تغيير الحكومة ، مباشرة بعد تصريح الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي الذي دعا فيه الى ضروة إجراء تحوير وزاري. وقد دعا النائب عن الجبهة الشعبية في البرلمان الجيلاني الهمامي، الخميس، الى تغيير الحكومة كفريق بصرف النظر عن الأسماء، وفق تعبيره. وأفاد الهمامي ان الوضع إستثنائي في البلاد ولحل كل الإشكاليات يجب اللجوء إلى حل إستثنائي ويتمثل في تغيير الحكومة، حسب قوله. وأشار المتحدث إلى ‘عجز الحكومة وإخفاقها وفشلها في حل القضايا والملفات المطروحة'، لافتا النظر إلى أن رئيس الحكومة عجز في الإستنهاض ويجب تغيير الفريق بأكمله'. هذا ودعا إلى إنتخابات مبكرة، مستدركا بالقول:'رغم صعوبة هذا الحل لكن لو كان الوقت الزمني الذي يفصلنا على 2019 مازال طويلا لاتجهنا نحوه'. وفي تعليقه على دعوة الطبوبي لإجراء تحوير وزاري ، اعتبر الصحفي المختص في الشأن النقابي سفيان الأسود ، في تصريح ل"النهار نيوز" الخميس 22 فيفري 2018 ، أن الدعوة إلى إجراء تحوير وزاري ليست بالمسألة الجديدة على الساحة السياسية إذ سبق أن دعا عديد الأطراف إلى ذلك. وتابع الأسود القول إن تتالي الدعوات لإجراء تحوير وزاري دليلٌ على فشل الحكومة في تسيير شؤون البلاد الأمر الذي كشف خللا في تركيبتها ممّا استدعى تعديلها. و لفت الصحفي المختص في الشأن النقابي إلى أن هناك إجماع على الساحة السياسية حول الفشل الحكومي ، ولعلّه قد حان وقت تقييم عمل وزاراتها و تعديلها ان اقتضى الأمر. و اعتبر متابعو الشأن السياسي أن طلب اتحاد الشغل إجراء تحوير وزاري نابعٌ عن استهداف لرئيس الحكومة يوسف الشاهد و فيه إشارة إلى انتهاء الود بين المركزية النقابية وحكومة الوحدة الوطنية، الأمر الذي استبعده سفيان الأسود ، موضحا أن يوسف الشاهد في حد ذاته أقرّ بأن الحكومة تفتقر إلى الكفاءات في عديد من الوزارات وهو ما يحيل إلى ضرورة إجراء تحوير وزاري. وأردف الاسود ، في هذا السياق، أن دعوة المنظمة الشغيلة الى إجراء تعديل وزاري لن تؤثر على علاقتها بحكومة الوحدة الوطنية ، منوّها بأن تصريح الطبوبي نابع عن تقييم ودعم للاستقرار السياسي لا غير، وفق تقديره. جدير بالذكر أن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي طالب مؤخرا بتحوير وزاري قائلا "إنه آن الأوان للتفكير في تحوير ..وإيجاد حلول حقيقية لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد". وأضاف الطبوبي في كلمة القاها بمناسبة اشرافه على المؤتمر الجهوي للإتحاد بسيدي بوزيد الإربعاء 21 فيفري 2018 "تتالت بتونس 8 حكومات والتصنيفات تلو الاخرى والقائمات السوداء .. الأيادي المرتعشة لا يمكن أن تصنع تونس وهذا البلد ليس للبيع ..أرادوها ان تكون سوداء ولكنها ليست كذلك"، مشددا على ضرورة إيجاد ما اسماه بالحلول الحقيقية القادرة على إنقاذ البلاد.