بعد الخطاب الأخير، من المنتظر أن يمر يوسف الشاهد الآن إلى مرحلة ضمان أقصى ما يمكن من حظوظ البقاء على راس الحكومة ونيل «رضا» وثقة الأطراف السياسية الفاعلة. تونس – الشروق: 3 أوراق لعب كبرى تحدث عنها رئيس الحكومة يوسف الشاهد في كلمته الاخيرة ويبدو انه سيمُرّ مباشرة وفي أسرع وقت إلى لعبها وذلك في إطار ما يعتبره المختصون «تكتيك» منه لضمان اقصى ما يمكن من حظوظ البقاء على راس الحكومة. رجحت مصادر مطلعة أن يُجري رئيس الحكومة يوسف الشاهد في الفترة القادمة وبالتحديد مباشرة اثر نهاية شهر رمضان تحويرا وزاريا جزئيا يشمل بعض الوزارات. وكان الشاهد قد اعترف في كلمته الاخيرة يوم الثلاثاء الماضي بصعوبة الوضع العام في البلاد وبأن حكومته قد تكون اخطأت ولم تُصب في بعض مهامها معبرا عن استعداده للقيام ب"التعديلات الضرورية" وهو ما فُهم منه انه سيقوم بتحوير وزاري في الفترة القادمة. وطيلة الاشهر الماضية مثل التحوير الوزاري مطلبا مُلحّا لعدة أطراف على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل الذي دعا امينه العام نور الدين الطبوبي إلى «ضخ دماء جديدة في الحكومة» وقد تردد أن الاتحاد ضبط قائمة تضم 6 أو 7 وزراء يجب تغييرهم في رايه. كما أن حزب نداء تونس طالب بذلك حيث دعا مديره التنفيذي حافظ قائد السبسي الى اجراء « تحوير وزاري في العمق» إلى جانب اتحاد الفلاحين الذي سمى الاشياء بمسمياتها في اجتماع وثيقة قرطاج 2 ودعا إلى إقالة وزيري الفلاحة والتجارة. ويرى مختصون ان الشاهد قد يسارع قريبا باجراء تحوير وزاري تلبية لرغبة منتقديه والمطالبين برحيله ويضمن بالتالي حظوظا اوفر للبقاء، رغم انه سبق ان لمّح في وقت سابق ان التحوير الوزاري من مشمولاته ولا أحد يمليه عليه. الورقة الثانية الهامة التي يعول عليها الشاهد لضمان حظوظ البقاء هي ورقة تنفيذ املاءات وثيقة قرطاج 2. فهذه الوثيقة – التي من المنتظر رفع تعليقها قريبا عن طريق رئيس الجمهورية – تضم أكثر من 60 نقطة ويبدو ان الشاهد سيدفع بفريقه الحكومي نحو تطبيقها او على الاقل تطبيق جزء كبير منها وهو ما اعلنه في كلمته الاخيرة بعد ان «ثمن» جهود الاطراف التي شاركت في اعدادها بما فيها تلك التي دعت إلى رحيله.. حيث تحدّث عن استعداد حكومته للتفاعل الايجابي مع مقترحات وثيقة قرطاج 2 وللعمل بها وتنفيذها مُذكّرا بان بعض النقاط موجودة بطبعها في برنامج اصلاحات الحكومة وتم الشروع في تنفيذها. وهذا التمشي أيضا قد يُبعده نسبيا من «نيران» اتحاد الشغل ونداء تونس خصوصا إذا مرّ بسرعة الى تنفيذ بنود الوثيقة2 . من جهة أخرى أشاد يوسف الشاهد بما وصفه «صوت الحكمة والعقل» في تونس الصادر عن شخصيات بارزة في البلاد ذاكرا في هذا الاطار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي ومُلمّحا الى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي. وبالتالي فان الورقة الثالثة التي قد يكون الشاهد حاول لعبتها هي ورقة «دعم التوافق» بين النهضة والنداء باعتباره خيارا رئيسيا ل"الشيخين" وقد يكون في تواصله دعما لتواصل بقائه على راس الحكومة.