مع بداية الانتقال الديمقراطي في تونس، تحرّكت آلة الدعاية الإماراتية لتشويه الثورة التونسية وشيطنتها ولتصل العلاقة إلى ذروتها تزامنا استدعاء النظام الإماراتي لسفيره في تونس احتجاجا على الكلمة التي ألقاها الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي أمام الأممالمتحدة وطالب فيها بالإفراج عن الرئيس الشرعي المعتقل محمد مرسي وعودة المسار الديمقراطي في مصر. و حاول النظام الاماراتي التدخل بشكل سافر في الحياة السياسية التونسية من خلال إرجاع رموز المنظومة القديمة التي أطاحت بها الثورة و "سحب البساط من تحت أقدام الإسلام السياسي الذي تمثله حركة النهضة" و تصرّف النظام الإماراتي بعداوة شديدة وبشكل غريزي ودون تفسير مع التحول السياسي في تونس حتّى ان البعض أكدوا ان النظام الإماراتي بات يضع نفسه في صورة العدوّ المعلن للتحول الديمقراطي في تونس. وأثناء الحملة الانتخابية لسنة 2014 ترددت أنباء عن دعم إماراتي للقوى المناهضة لحركة النهضة ولحزب الرئيس السابق المرزوقي. سياسيون مورطّون مع أجندات إماراتية كشفت الزيارات التي قام بها محمد دحلان المنشق الفلسطيني المقرب من نظام الإمارات ، بحسب ما نقلته مصادر إعلاميّة ،عن محاولات لخلق جبهة معادية للثوريين التونسيين في سعيِ محموم لإجهاض التجربة الديمقراطية التونسية وقد اعترف مهدي الربعاوي القيادي في حزب آفاق تونس في حوار مع جريدة الصباح التونسية عن حصول لقاء بين قيادة الحزب ومحمد دحلان في إطار ما أسماه مشاورات عادية كذلك بدوره قال المكلف بالشؤون السياسية بحزب نداء تونس، برهان بسيس، إن أمين عام حزب مشروع تونس محسن مرزوق سيشارك في الانتخابات البلدية و "جرابه يكاد يكون فارغا من القائمات والبرامج" وفي إشارة للتمويل الإماراتي تابع برهان بسيس "مرزوق له مواهب في العمل الجمعياتي وموهبته أن يكون على رأس جمعية مثل جمعية الصداقة التونسيةالإماراتية أفضل من أن يكون على رأس حزب سياسي". موند أفريك: المال الإماراتي يشوش على الحراك السياسي في تونس في مقال نشرته صحيفة موند افريك الفرنسية ، تحت مقال بعنوان "تونس : المال الإماراتي سبب المتاعب" السبت 24 فيفري 2018 ، أكدت فيه أن الإماراتيين الذي يريدون قصّ أجنحة "أعدائهم" القطريين مستعدّون لتعديل قواعد اللعبة السياسية في تونس وضرب حركة النهضة لقربها من دولة قطر. ولفت نص المقال، الذي خطّه الكاتب الفرنسي نيكولا بو ، إلى أن الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق، الذي يظهر طموحات للسباق الانتخابي الرئاسي، يبدو أكثر فأكثر قريبا و "وفيا" إلى الإماراتيين ، بعد أن كان يحظى بمناصب فخرية في قطر بين سنوات 2007 و 2010 . كما أشار مقال موند افريك الى أن شبكة علاقات محسن مرزوق تشارك في الاتحاد الأوروبي و في دول الخليج ، بما فيهم البحرين، دكتاتورية سنية ‘ودّية' ، في الندوات التي ترعاها الملكية النفطية ، ويدينون اللّعبة المزعومة ضد قطر بخصوص الإرهاب. ونقلا عن مصادر أمنية جزائرية، تعمل الأجندات الإماراتية على دفع حلفائهم في تونس إلى تشكيل تحالفات سياسية حاسمة لزعزعة الأغلبية القائمة. ضخ 20 ألف دولار لترويج المشروع السياسي الإماراتي ذكر موقع (تونس 24) أنه تحصل على معلومات مؤكدة حول وجود مخطط إماراتي لإغراق حركة النهضة وقياداتها بسيل من الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل موعد الانتخابات البلدية. ويقول الموقع إن خطورة هذه المعلومات تكمن في أنها تبين بشكل واضح الدور الإماراتي الخطير بتونس والأطراف السياسية والإعلامية المتعاونة معها. تفاصيل المخطط القائم تتضمن ثماني خطوات: 1- ضخ 20 ألف دولار لعديد الصفحات الفيسبوكية. 2- تكليف دبلوماسي تونسي سابق مقيم بفرنسا بالتنسيق مع شخصية نسوية من قيادات التجمع المنحل وهاربة إلى فرنسا مقيم بإدارة هذا الملف وكيفية تنزيله. 3- أوامر لصفحات الفيسبوك بالتركيز على تشويه قيادات الحركة وإغراقهم بالشائعات. 4- التركيز خاصة على الشائعات التي تمس ذممهم وسمعتهم. 5- دخول محمد دحلان على الخط واجتماعه بعديد القيادات السياسية المعروفة بقربها من الإمارات. 6- تكوين جبهة إعلامية من ثلاثة صحفيين بارزين قصد تحويل الشائعة إلى خبر يومي يتم تحليله في الإذاعات والقنوات التلفزية. 7- تمويل طائل لحزب دستوري معروف بعدائه الشديد للنهضة والعمل على دعمه لفتح 140 مقرا جديدا مع إغراق أمينته العامة بأموال طائلة. 8- التأكيد على ضرورة تحويل كل شائعة إلى خبر صحفي خاصة على أعمدة الصحف الممولة إماراتيا. سياسيون يقدّمون شكاوى ضد التدخّل الإماراتي في تونس أحداث كثيرة تكشف الخطوات الامارتية للتأثير على الانتخابات و استهداف التجربة الديمقراطية في تونس ، ما جعل أحزاب المعارضة في تونس تطالب بفتح تحقيق في ما يتعلق بالتدخل السافر للإمارات في تونس . ويقول الأمين العام لحركة "وفاء" عبد الرؤوف العيادي إن دولة الإمارات معترفة بأنها داعمة للانقلاب على السلطة الشرعية بمصر ومساندة لقوات حفتر، ويضيف أن "هناك مؤشرات على أرض الواقع كشفت وجود بصمة الإمارات في إعادة تشكيل المشهد السياسي في تونس". وكان العيادي تقدم بشكاية لدى المحكمة على شبهة تورط الإمارات بتمويل حركة نداء تونس التي تقود الائتلاف الحكومي مع حركة النهضة وبعض الأحزاب. وقال للجزيرة نت إن اتهام الإمارات بضخ المال قد أكده الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي ووزير الداخلية الأسبق لطفي بن جدو.