لم يتوقف الجدل منذ إعلان حركة النهضة ترشيح مواطن تونسي يهودي ضمن إحدى قائماتها الانتخابية للانتخابات البلدية القادمة ، و سال الكثير من الحبر حول هذه المسألة. لكن ضجة هذه البادرة ، التي أخذت اهتماما أكبر من حجمها، لم يتوقف عند الزوبعة الإعلامية و الشد والجذب على منصات التواصل الاجتماعي، بل وصلت حد مرحلة التهديدات.. وقد كشف المرشّح في قائمة حركة النهضة بالمنستير للانتخابات البلدية "سيمون سلامة" كشف في تصريح اعلامي عن "تعرّضه لضغوط للتراجع عن المشاركة في القائمة الانتخابية لحركة النهضة وصلت إلى حد تهديده في مصدر رزقه"، مما يطرح عديد التساؤلات حول غاية هذه الأطراف "المقنعة" من هذه الممارسات "النوفمبرية" التي ولت مع العهد البائد. هذا و أكد سلامة في المقابل أنّه "مقتنع باختياره لحركة النهضة التي أكّدت بالفعل فصلها بين الدعوي والسياسي" . وكانت حركة «النهضة» أعلنت عن ترشيح المواطن سيمون سلامة ضمن إحدى قوائمها الانتخابية في المنستير . ،وقال الناطق باسم الحركة عماد الخميري «سيمون سلامة مواطن تونسي يهودي الديانة، ووجوده في قائمة النهضة أحد مكاسب الحركة وطريقة للسماح للمستقلين بالمشاركة في إدارة البلديات»، مشيرا إلى أن الحركة منفتحة على جميع مكونات المجتمع التونسي بما يعزز أسس المواطن والتعايش بين الجميع. وكان سلامة قد أفاد في تصريح سابق ، أنّه أراد بقبوله دعوة النهضة ليكون عضوا مستقلا على قائمتها أن يقدم صورة مشرقة لتونس عبر انتمائه للديانة اليهودية ومشاركته في قائمة حزب إسلامي. وتابع سيمون سلامة في حوار لصحيفة " القدس العربي"، أنه أراد أن يثبت أن تونس دولة مسلمة لكنها لا تميز بين أبنائها ومفتوحة للجميع. وأكد المتحدث أنه " اختار من يخاف الله " وذلك في تقديمه للسبب الذي جعله يطمئن لحزب ذي مرجعية إسلامية. وقد اعتبر متابعو الشأن السياسي أن استقطاب مواطن يهودي يعدّ خطوة يُشهد بها لحركة النهضة و " إنتصارا سياسيا " لا يقل على " النصر المستحيل" بالمقعد البلدي . كما لفتوا إلى أن النهضة ، بهذه الخطوة ، قد أحرجت تجار الحداثة و" تسامح الأديان " كما سبق أن أحرجتهم في مسألة التناصف والتشبيب على اعتبار انها تمكنت من تعبئة القدر المطلوب من النساء والشباب المرشحين صلب قائماتها الانتخابية. وقد ظهرت النهضة، وفق مراقبين، بثوب " الإعتدال " و " الوطنية " و"المدنية " خاصة بعد انتشار الآراء الرافضة أو المشككة، باعثة برسالة طمأنة جديدة للدول الصديقة والشقيقة ، المتخوفة بإستمرار على وضعية الأقلية اليهودية خاصة بعد المخاوف من " تجريم التطبيع ".