أسابيع قليلة تفصلنا عن تاريخ تنظيم أول انتخابات بلدية بعد ثورة2011، حيث ستتنافس الأحزاب على 7430 مقعدا موزّعة على 350 بلدية، تغطّي جميع مناطق البلاد ، ولعل أهميتها تكمن بالأساس في كونها مناسبة لتقييم أداء الأحزاب الفائزة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية سنة 2014 من جهة، ولأنها معنيّة لأوّل مرّة في تاريخ البلاد، بسلطات محليّة ذات صلاحيات واسعة غير خاضعة نسبيًا للسلطات المركزية. ولعل حزب نداء تونس، الذي فاز في سباقي التشريعيات والرئاسيات الانتخابيين لسنة 2014 ، أكثر الأحزاب توجسا من المعركة الانتخابية القادمة، سيما وقد تراجعت شعبيته طوال السنوات الماضية التي عقبت انتخابات 2014 . و قد تقهقر حزب النداء على الساحة السياسية بسبب الانشقاقات الحادة التي شهدها مما أدى إلى تراجع عدد ممثليه في مجلس نواب الشعب من 86 مقعداً خلال سنة 2014 إلى 56 مقعداً برلمانياً فقط حاليا . و لتدارك فشله السابق، يعمل نداء تونس على حشد جهوده للفوز بالبلديات المرتقب إجراؤها في 6 ماي 2018، من خلال انطلاقه في عقد اجتماعات ماراطونية داخل مختلف ولايات البلاد. وعقدت أولى الاجتماعات أمس في ولايات منوبة وزغوان وقفصة والمهدية وتطاوين وسيدي بوزيد، كما من المنتظر أن يعقد مجموعة ثانية من الاجتماعات السياسية في ولايات تونس وبن عروس وأريانة ونابل وبنزرت وصفاقس وقابس ومدنين وقبلي، على أن تنتهي الاجتماعات المتبقية في 9 ولايات أخرى خلال نهاية الأسبوع المقبل. وفي خضم هذا الشأن، أوضح القيادي في حزب نداء تونس أنيس بن ساسي ، أن هذه الاجتماعات ستعقد تحت إشراف قيادات الحزب داخل كل ولاية، وبحضور أعضاء المكاتب الجهوية والمكاتب المحلية، والمترشحين ضمن القائمات الانتخابية للحزب للانتخابات البلدية . ومن جهته ، قال رئيس اللجنة الانتخابية بحزب نداء تونس أنيس غديرة، إن الحزب بصدد عقد المجالس الجهوية الانتخابية في إطار "إحكام الإعداد والاستعداد للانتخابات البلدية في مراحلها القادمة". وأوضح بن غديرة أن اللجنة الانتخابية المركزية بحزب "نداء تونس" انطلقت السبت ، وتستأنف الأسبوع المقبل، تحديدا يومي 17 و18 من الشهر الحالي، في عقد ملتقيات المجالس الجهوية الانتخابية في مختلف ولايات البلاد من بن قردان إلى بنزرت . ولفت إلى أن اللقاءات "ستكون فرصة لتجميع أعضاء القائمات المترشحة وأعضاء التنسيقيات الجهوية والمحلية والقاعدية للحزب، بهدف التواصل وتدارس منهجيات وأساليب العمل خلال المراحل القادمة". وفي تعليقهم على التحركات الماراطونية التي انطلق حزب نداء تونس في القيام بها، اعتبر متابعو الشأن السياسي أن النداء يتوخى من خلال هذه الاجتماعات تحصين نفسه من المفاجآت الانتخابية، إثر تراجع شعبيته . و حسب المعطيات التي نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فإن 22 حزباً سياسياً فقط هي التي ستشارك في الانتخابات البلدية المقبلة، وتتنافس على الانتخابات المقبلة أكثر من ألفي قائمة انتخابية، تسيطر حركة النهضة وحزب النداء على معظمها، ويشارك نحو 54 ألف مرشح في هذه الانتخابات لاختيار نحو 7430 عضواً في المجالس البلدية.