طبعتْ الفوضى تحركاتْ السياسيين ونشاطاتهم خلال الاشهر الاخيرة، وأربكت أحلامهم في الوصول الى السلطة حتى تذبذبوا بين العمل على كسب الرهان البلدي و الانخراط في موسم السباق نحو رئاسيات 2019، السابق لأوانه، ساعين في ذلك إلى تحويل وجهة الانتخابات البلدية القادمة إلى جسر آمن لكسب الانتخابات البرلمانية والرئاسية. فاختلف أسلوب كل سياسي، بين الاستثمار في التحركات الاحتجاجية، وانتقاد الحكومة وشيطنة الخصوم السياسيين، ولفت الانظار واثبات الوجود، وشرعوا في العمل على تحصيل أكبر دعم من الاصوات و الانتشار في مختلف الولايات لحشد الناخبين ومغازلتهم. ويتصدرُ رئيس الحركة الديمقراطية نجيب الشابي قائمة المهووسين بكرسي قرطاج، و قال نجيب الشابي، وتعقيبا منه على الوضع العام في البلاد ان ‘الدولة عاجزة ويقودها عُجز'. وأفاد خلال حضوره في حصة الماتينال في إذاعة شمس آف آم ان المطلوب اليوم في تونس ‘قيادة وقائد سفينة'، لافتا النظر إلى ان مسيّري شؤون الدولة حاليا لم ‘يفهموا أن النظام السابق سقط لأن الجهات الداخلية والشباب لم يجدوا حقوقهم'. وشدد الشابي على أن البلاد التونسية في حاجة ‘لقيادة سياسية تعبئ الكفاءات حولها'.واعتبر وثيقة قرطاج ‘وثيقة تجاوزها الزمن شكلت محطة أمل وخاب هذا الأمل'. كما اتهم الشابي رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي بإختياره لرئيس الحكومة وفقا ‘لمقاييس المصالح الشخصية والرؤى والمقاربات الشخصية للحكم". وقال الشابي إن الباجي قايد السبسي كان بإمكانه أن يقول ‘شكون يهنيني على تونس في القصبة وليس شكون يهنيني على القصبة'، مبينا أن الفرق واضح بين الطرحين. وقال الشابي:'كان قعدنا مع يوسف الشاهد إندبي وكان مشى وجاء آخر إن شاء الله مانقولوش إندبي'. وأفاد الشابي أن المطلوب قيادة وهذا ممكن وموجود وانما متوقف على الإرادة السياسية لمن بين أيديهم السلطة وهما راشد الغنوشي والباجي قايد السبسي'، متابعا' لكن للاسف السبسي هواجسه ومدار تفكيره متعلق بالإنتخابات الرئاسية 2019 وطامح ومن حقه حكم تونس من 93 إلى 98 سنة والشعب يقرر إعطاءه الحكم من عدمه اما راشد الغنوشي يسعى لمصلحة طائفته…حتى الإسلام والعروبة لحقهم الضرر منذ أن أصبحت النهضة طرف في الحكم…هناك تدمير كامل لمكونات الأمة التونسية وقيمها…ولا وجود لقيادة ثقافية ، أخلاقية وسياسية في البلاد'." ويشير مراقبون إلى ان أغلب الشخصيات السياسية التونسية يتوهمون أنهم زعماء وأن بإمكانهم الوصول إلى كرسي الحكم بسرعة، ويلفتون الى أن حالة من الخوف من الفشل وعدم إحراز مكاسب حقيقية دفع بعضهم الى اطلاق حملاتهم منذ أشهر. وفي تعليقها على ما أدلى به نجيب الشابي، دعت مستشارة رئيس الجمهورية سعيدة قراش رئيس الشابي إلى تأجيل طموحاته الشخصية، مؤكدة أن موقعوا وثيقة قرطاج لم يجتمعوا لتحديد رئيس جديد لفريق حكومي جديد بل إجتمعت لتحديد أولويات، وفق تعبيرها. وقالت قراش"التونسيون حسموا الأمر في إنتخابات 2014 والإنتخابات الرئاسية 2019 من المستحسن أن يعيد الشابي النظر فيها لان التونسيين منحوه 1،04 من أصواتهم سنة 2014 ويعرفون جيدا طموحاته وحلمه". وأشارت المستشارة إلى أن حديث الشابي عن رسائل التهاني، تؤكد أن خبرته الديبلوماسية لا تتجاوز أنه عمل كمبعوث خاص لرئيس الجمهورية في بداية التسعينات، وفق تعبيرها. وشددت ان "العلاقات التونسية مع أمريكا أو فرنسا أو ألمانيا علاقات تاريخية وليست كما أراد أن يقزمها ويتفهها نجيب الشابي".