جدل واسع يطوّق ، خلال الفترات الأخيرة، هيئة الحقيقة والكرامة والتجاذبات على الساحة السياسية بشأنها سيما في ظل مسألة تمديد أجال عملها سنة إضافية ، تكثف رئيسة الهيئة سهام بن سدرين مؤخرا من الكشف عن ملفات حارقة واصفة إياها ب «وثائق خطيرة» في خطوة لكسب "الشعبية" واستمالة التونسيين إلى صفها والتغطية على اتهامات التلكؤ والتقصير في اداء مهامها التي تتعرض اليها خلال الفترات الاخيرة . و بعد الهجمة الأخيرة التي تعرضت اليها هيئة الحقيقة والكرامة والجدل الذي اثارته ، دخلت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية على الخط و أصدرت تقريرا تدعو فيه الى "السماح لهيئة الحقيقة والكرامة بالاضطلاع بولايتها للوقوف على حقيقة انتهاكات حقوق الانسان" وتحثّ فيه البرلمان الى التمديد في ولايتها . و قالت "هيومن رايتس ووتش" إنه يجب تجديد صلاحية "هيئة الحقيقة والكرامة" في مجلس نواب الشعب، وذلك في بيان لها اليوم الجمعة 23 مارس 2018. واعتبرت المنظمة أن "السلطات التونسية لم تقم بشيء يُذكر لمحاسبة المتورطين في ارتكاب انتهاكات خطيرة في الماضي إبان حكم الرئيس السابق، خارج نطاق العدالة الانتقالية". وشد البيان على أن "التصويت ب "لا" يعني تخريب عملية العدالة الانتقالية الهشّة وضرب حقوق الضحايا في الحقيقة والعدالة والتعويض عرض الحائط." وقالت آمنة قلالي مديرة مكتب تونس في هيومن رايتس ووتش إن "السلطات التونسية أعاقت بالفعل نشاط هيئة الحقيقة والكرامة، إذ رفضت التعاون بالكامل معها واعتمدت قانونا مثيرا للجدل حول المصالحة الإدارية. التصويت ب "لا" على تمديد نشاط الهيئة يعني أن البرلمان يصوت ب "نعم" على الإفلات من العقاب". يذكر ان هيئة بن سدرين تعرضت مؤخرا إلى قصف عشوائي متعدد المصادر ، ووجّهت إليها أصابع الاتهام بأنها تغالط الرأي العام وتروّج ل"حقائق كاذبة". و وجه 60 استاذ تاريخ الخميس نصا نشر بصحيفة المغرب اتهموا فيه رئيسة هيئة الحقيقة والكرامة بالتضليل والتلاعب بالوثائق التارخية وباستفزاز المؤرخين التونسيين عبر التصريح بانهم لايعرفون تاريخ الزمن الراهن معتبرين ان الوثائق التي نشرتها الهيئة هي وثائق معروفة ومتداولة وعرضها كان انتقائيا وتضمن انصاف حقائق كما اتهم الموقعون على هذا النص رئيسة الهيئة سهام بن سدرين بالكذب عبر تغييب الحقيقة وهو ما ادى الى الوقوع في المحظور العلمي وتحميل الوثيقة التاريخية ما لا يمكن تحمله معتبرين ان رئيسة الهيئة لها جردة حساب مع الزعيم الحبيب بورقيبة وبناة دولة الاستقلال والدولة الوطنية .