ما انفك مرفق الصحة في تونس يعاني من تفاقم الأوضاع و ترديها يوما بعد يوم ، و يصارع شبح الإهمال الذي استفحلت مظاهره في السنوات الأخيرة ، بنقص الطواقم و التجهيزات الطبية ، و بتفاقم الاخطاء الطبية و الإدارية المتعلقة بالقطاع ، ناهيك عن تقاعس المنسوبين للقطاع و سوء معاملتهم و ازدرائهم للمرضى ،،هذا فضلا عن ما تعاني بعض المستشفيات من ديون وإهتراء للبنية التحتية… فضلا عن ذلك تواترت خلال الايام الاخيرة عمليات سرقة متكررة للأدوية مما افرغ مخزون البلاد من ادوية عديد الامراض المزمنة . وما انفك وزير الصحة عماد الحمامي يؤكد في أكثر من مناسبة أن من أهم الأسباب التي تقف وراء النقص المسجّل في أدوية الأمراض المزمنة في تونس "سوء التصرّف والفساد والسرقات" . وفي هذا الإطار، أكّد وزير الصحة السبت 24 مارس 2018 أن ملفات الفساد بوزارة الصحة تعدّ بالعشرات من بينها 4 ملفات كبرى متعلقة أساسا بتهريب الأدوية إلى بلدان مجاورة واستعمال أدوية منتهية الصلوحية. وأوضح خلال زيارة فجئية أداها إلى مخزن الأدوية بباردو أنّه تمّ تسجيل عمليات سرقة لأدوية من المستودعات والمستشفيات ومراكز الصحة الأساسيّة. كما أكد وزير الصحة وجود عديد الإخلالات بمخزن باردو. وأوضح أن المستودع غير مؤهل لتخزين الأدوية حيث أنه غير مكيف ودون دليل إجراءات التحكم في المخزون ولا يوجد به محاضر جلسات لاتلاف الأدوية التي تجاوزت آجالها والسقف غير عازل. واعتبر الحمامي أن تجاوز قيمة الأدوية التي انتهت صلاحياتها ال1.5 مليون دينار غير مقبول. وشدد الحمامي على أنه سيتم النظر في المسؤوليات وسيقع اتخاذ قرارات صارمة وفق تعبيره. وأوضح الحمامي أن وزارة الصحة تعمل على مقاومة هذه الظواهر. وكما شدّد على أنّ هذه المسائل تتضمّن خطرا على المواطن وعلى صحته، لكنها تضرّ أيضا بالاقتصاد الوطني والموازنات العامّة. ولفت في تصريح لموزاييك خلال زيارة فجئية أداها إلى مخزن الأدوية بباردو أنّه تمّ تسجيل عمليات سرقة لأدوية من المستودعات والمستشفيات ومرتكز الصحة الأساسيّة. و في سياق متصل، يكثر الحديث خلال الفترات الأخيرة عن نقص فادح في مخزون البلاد من الأدوية خاصة منها التي ترتبط بالأمراض المزمنة على غرار أدوية ارتفاع ضغط الدم و أدوية الأمراض المزمنة من قبيل داء السكري وأمراض القلب والأعصاب والجهاز التنفسي و السرطان .. و يرجع النقص المستمر لمخزون البلاد البلاد من عديد الأدوية الضرورية بالخصوص إلى تواتر عمليات سرقة و تهريب الادوية إلى الخارج .. وفي خضم هذا الشأن، أكد وزير الصحة عماد الحمامي، حرص وزارته على النهوض بتطوير قطاع الصناعة الدوائية من خلال التركيز على مراقبة مسالك توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية. كما شدد الوزير، على ضرورة التصدي لظاهرة تهريب الأدوية حفاظا على مكاسب القطاع، خلال هذه المقابلة التي تمحورت حول تطوير قطاع الصيدلة في تونس. يشار إلى أنه، رغم التحذيرات التي رفعها عديد الأطراف ذو علاقة بالقطاع الصحي من تبعات عمليات تهريب الادوية التي تشهدها البلاد ، لا تزال هذه الظاهرة متواصلة بشكل ملفت و محيّر ، آخرها عملية جدت خلال اليومين الاخيرين كشفت عن تورط عدد من الصيدليات و المزودين لتوزيع الادوية بالقطاع الصحي في شبكة لتهريب الادوية بكميات هامة .
