الصحافة العالمية و في أكثر من منبر سلطت الضوء على النجاحات التي حققتها تونس على صعيد الانتقال الديمقراطي ، إذ تواترت في الاونة الاخيرة العناوين المنبهرة بما حققته تونس ، هذا الدور كان من الأجدر ان تضطلع به الصحف المحلية التي نجدها على عكس هذا تركز في مقالاتها على الخطاب التشائمي و تنقل الوضع بسوداوية مطلقة. حالة التشاؤم التي سادت المجتمع التونسي بعد الثورة غذتها سواء بقصد أو بدون قصد الصحف المحلية التي رغم طفرتها اتفقت على التركيز على الجانب المظلم مجانبة النقاط المضيئة التي تسطرها تونس في مسيرتها ، فيما تمّ استغلال الصحف الاخرى لضرب الخصوم السياسيين بعضهم البعض باسلوب القدح في قدراتهم و ابراز فشلهم وهو ما ولد حالة من الاحباط و التشاؤم لدى المجتمع التونسي . و لئن عملت الصحف المحلية على رسم تونس بلون قاتم فان الصحف العالمية تنظر لبلادنا من زاوية مخالفة اكثر اشراقا و تفاءلا ، دور كان يجب أن تضطلع به الصحف التونسية من باب الحس الوطني قبل اي شيء. فايننشال تايمز: كيف احتفظت تونس بآمال الربيع العربي؟ نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا للمعلق جدعون رخمان، يناقش مآلات الربيع العربي عقب زيارة له إلى تونس، قائلا إنها المثال العربي الوحيد الذي لم يتعرض للسحق، كما حدث في بقية دول الربيع العربي. ويقول رخمان في مقاله، الذي ترجمته "عربي21″، إن "مهد الثورات العربية تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، وعلى الداعمين الدوليين ألا يتركوا هذا البلد"، مشيرا إلى أن الدول المانحة ممزقة بين تقديم المال والخوف من أن يؤدي هذا إلى تأخير الإجراءات المؤلمة، وقطع الدعم والبيروقراطية، إلا أنه لا يشكك في نية الدول الأوروبية بتقوية البلد. ويقول رخمان إن "الحفاظ على الاستثناء التونسي على قيد الحياة يمكن أن يقدم صورة عن إمكانية تجذر الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، ويجب مساعدة تونس للنجاة من الشتاء العربي". وينوه الكاتب إلى أن "تونس تتميز بنظام تعليمي قوي، وأدت المرأة دورا مهما في الحياة العامة ومنذ وقت طويل، وعدد سكانها 11 مليون نسمة، مقارنة مع مصر، 95 مليون نسمة، وعلى خلاف مصر، فإن جيشها ليس قويا، ولديه تقاليد بالتدخل في الشؤون السياسية". ويرى رخمان أن "تونس محظوظة أيضا بحركة إسلامية معتدلة, وتشارك حركة النهضة في الائتلاف الحكومي، واخبرني زعيمها راشد الغنوشي الأسبوع الماضي في تونس أنه يرفض حتى مصطلح (الإسلام السياسي)، ويفضل الغنوشي، الذي قضى 20 عاما في لندن، مصطلح (الديمقراطي المسلم)، ودعم حق المرأة المسلمة في قضايا، مثل الإرث والزواج من غير المسلمين". ويختم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن نسبة البطالة تصل إلى 50%، خاصة في المدن الصغيرة، و"هذا يعني ضرورة الحفاظ على المثال الاستثنائي لتونس". صحيفة ذو ناشيونال : تونس "قصّة نجاح" نشرت صحيفة ذو ناشيونال مقالا بتاريخ 17 جانفي 2018 تحت عنوان "رغم المشاكل الإقتصادية وتواصل الإحتجاجات ستظلّ تونس ‘قصّة نجاح" للدكتور هيلير الباحث في مركز أتلانتيك كونسيل بواشنطن أشاد فيه بالتجربة الديمقراطية التونسية بشكل مؤثر وهذا بعض مما جاء في نص المقال الذي ترجمه موقع "باب نات" : من الأكيد أن هناك مؤشرات تدعو إلى الحذر بشكل كبير لأن التجربة التونسية أكثر من إنتقال بل هي تجربة ديمقراطية بما للكلمة معنى لكنها تحتاج إلى المساعدة من جيرانها وأصدقائها فمساعدة تونس ليست منّة بل إستثمارا في إستقرار وديمقراطية المنطقة ضد الفكرة التي تقول أن المستقبل للأتوقراطيات والديكتاتوريات وجنرالات العسكر وهو إستثمار في الحرية والحياة ،ببساطة هو إستثمار بوزن الذهب وينبغي لنا جميعا أن نفهم ذلك ونبني عليه. هذه التجربة لم تعد مجرد تجربة بل بداية مؤسساتية حقيقية،بإمكاننا أن نترك تونس تسقط كما سقطت تجارب أخرى سنحتاج وقتها قرونا طويلة حتى تتكرر،تونس بلد جميل وشعبها عظيم وعلينا أن ندعمها فهي تستحق. على شعب تونس أن يفخر بإنجازاته وبكل يوم يستمر فيه حلمه وتجربته الديمقراطية أمام المصاعب ومكائد المتربصين في الداخل والخارج وهذا نجاح ،ألا يستحق ذلك منا أن نقف له إجلالا مصفقين بحرارة ؟ّ.