تعدّ العلاقات الثقافية والتجارية التي تربط بين تونس والاتحاد الأوروبي من اعرق العلاقات وذلك بحكم العامل الجغرافي والتاريخي الذي يقرب كثيرا بين الطرفين، ومنذ سنة 2011 وتبعا للتحولات السياسية التي شهدتها تونس قام الاتحاد الأوروبي بالترفيع في نسق المساعدات لتونس من اجل مساندتها في عملية انتقالها الديمقراطي وتحصلت تونس بهذه المناسبة على صفة الشريك المميز منذ نوفمبر2012. و أفاد سفير الاتحاد الاوروبي بتونس «باتريس برغاميني» أنه يتم منح تونس يوميا ما يقارب 6 مليون دينار في شكل هبات لدعم مشاريع عمومية وخاصة في كل جهات البلاد، بالإضافة إلى دعم يقدر ب 10 مليار اورو على مدى 5 سنوات وهو ما يجعل تونس الشريك الاول لأوروبا بجنوب المتوسط. وأكد سفير الإتحاد الأوروبي بتونس ان أوروبا هي الشريك الاقتصادي الاول لتونس وسعت خلال السنوات الماضية لأجل إنجاح الانتقال الديمقراطي والحفاظ على النموذج التونسي، كما اعتبر أن نجاح تونس سيقوي الاتحاد الأوروبي واحتمال فشلها سيكون فشلا للاتحاد الأوروبي. و في سنة 2016 ،قال سفير الاتحاد الاوروبي في تونس باتريس برغاميني إن العلاقات الاوروبية التونسية أصبحت، منذ زيارة رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي مؤخرا إلى بروكسل، استراتيجية وذات أولوية بالنسبة إلى الإتحاد الأوروبي، مؤكدا أن هذه العلاقات قد دخلت مرحلة جديدة. و أضاف خلال ندوة صحفية انعقدت بمقر مفوضية الاتحاد الأوروبي بتونس، خصصت لتقديم حصيلة الزيارة الرسمية التي أداها رئيس الجمهورية إلى بروكسل من 30 نوفمبر الى 1 ديسمبر 2016، أن هذه العلاقات الاستراتيجية تشمل كافة مجالات التعاون الاقتصادي والعلمي والثقافي واللوجستي والقضائي والأمني والإداري. وحسب برغاميني، فإن هذه العلاقة ستترجم من خلال دعم مكثف من الاتحاد الاوروبي لتونس خلال الفترة الممتدة من 2017 الى 2020 ، تكريسا لما تم الإعلان عنه و الإتفاقيات الموقعة من قبل عدد من الدول الأعضاء في الإتحاد خلال الندوة الدولية للاستثمار تونس 2020 التي انعقدت يومي 29و 30 نوفمبر 2016 بالبلاد. واستعرض السفير الأوروبي في هذا السياق مثال البنك الاوروبي للاستثمار الذي عبر عن الاستعداد لاستثمار ماقيمته مليارين ونصف أورو في تونس خلال فترة تتواصل أربع سنوات، مشيرا الي أن أبرز ما تميزت به زيارة رئيس الجمهورية إلى بروكسل هو إطلاق مبادرة تونس الاتحاد الأوروبي من أجل الشباب، حيث رفع الاتحاد في عدد المنح الموجهة للشباب التونسي إلى 3 أضعاف، ليصل عدد المنتفعين بمنح ايرمزيس الى 1500 شاب. وفي فيفري الماضي ، أعلن الاتحاد الأوروبي عن تأسيس "مكتب تونس لأوروبا المبدعة" بهدف دعم قطاع الثقافة في تونس، وذلك خلال الفترة الممتدة بين 2018 و2020. وتتمتع تونس، تبعاً لذلك، بالإمكانات والامتيازات والمنح والبرامج نفسها التي تستفيد منها البلدان الأوروبية من حيث دعم المؤسسات والفضاءات الثقافية العمومية والخاصة بالإضافة إلى مختلف البرامج الثقافية. ورصد الاتحاد الأوروبي مبلغ 1,46 مليار يورو لبرنامج «أوروبا المبدعة» خلال الفترة الممتدة بين 2014 و2020، وستحصل البرامج الثقافية التونسية على نصيب من هذه الاعتمادات المالية.