أكد رئيس حركة "النهضة" في تونس راشد الغنوشي أن الحركة تؤمن بالدولة التونسية وأنها حافظت على الحريات الشخصية ونمط العيش الحديث للتونسيين. وقال الغنوشي ، في حديث لصحيفة "الحياة" اللندنية في عددها الصادر اليوم الجمعة ، :"حافظنا على الحريات وحرية الصحافة والتعبير والتظاهر والاضراب، بل قمنا بمأسسة الحرية عبر الدستور والحفاظ على المرفق العام والإدارة والمواصلات والمرتبات واستقلالية السلطات وهذا مهم في زمن التحولات الثورية والتقلبات الأمن وهذا يدل على أن النهضة تؤمن بالدولة التونسية". وأضاف: "حافظنا على الحريات الشخصية ونمط العيش الحديث للتونسيين حيث كان الاعتقاد بأن وجود حزب إسلامي سيفرض الحجاب ويمنع الكحول. المرأة تتمع بحريتها والدولة غير معنية بالأمور الشخصية للمواطنين، إضافة إلى الوضع الاقتصادي الذي تحسنت نسبة النمو فيه إلى 6ر3 بعد أن كانت قبل الانتخابات تحت الصفر. وتمكنا من إيجاد أكثر من مئة ألف موطن شغل، إضافة إلى دعم السلع الأساسية". وقال إن "الأخطاء التي قمنا بها هي عدم حزم الدولة في المحاسبة ومكافحة الفساد، ما سمح لعودة شبكات الفساد. فالثورة لم تنصب المشانق وهو ما سمح للفاسدين بالعودة بعد حال الذعر التي عاشوها. موضوع المحاسبة لم يأخذ حظه على رغم أننا أنشأنا وزارة لحقوق الإنسان والعدالة الانتقالية وهذا يعتبر تأخراً في موضوع المحاسبة". وفيما يتعلق بغضب قواعد النهضة من التنازلات التي تقوم بها الحركة سياسيا ، قال الغنوشي "أؤكد لك أن شباب النهضة وشيوخها غاضبون من التسويات لكن القرار يعود إلى المؤسسات التي تقدم المصلحة والسياسات. والمؤسسات وافقت على مبادرة الرباعي في الحوار الوطني للوصول إلى توافقات والغضب في القواعد هذا أمر عادي وهي مسائل سياسية وليست دينية فيها التصويت بالنصف بزيادة واحد وليس بالإجماع". وردا على سؤال: ماذا تقول عن دور النهضة في إرسال المجاهدين إلى سورية؟ قال الغنوشي " ليس لنا دور في ذلك وقد حصل هذا في عدد من دول العالم وفي العهد السابق كان المجاهدون يتوجهون إلى العراق وكان الشباب في السبعينات يتوجهون للقتال إلى جانب الفلسطينيين في لبنان. لكن ما أؤكده أن النهضة لم ترسل أحداً إلى سورية". وأضاف "في كل العالم شباب يذهب إلى القتال في سورية وشباب لبناني ذهب إلى سورية (سنة وشيعة) لكن أدبيات النهضة لا تحريض فيها على القتال ونحن نثبط الهمم في الذهاب وليس لنا دخل في ذلك، والأمر لا يعدو كونه تفاعل عدد من الشباب مع القضية السورية، والدولة تدخلت للحد من هذه الظاهرة". وفيما يتعلق بتجربة حكم الاخوان في مصر ، قال الغنوشي :"أنا أتألم لما يحصل في مصر ، فهناك آلاف من الجرحى والقتلى في دولة هي مركز في العالم العربي. أتمنى الاستقرار لمصر وأن يعود المصريون إلى التوافق بدل أن يفكر كل طرف في الاستئثار بالحكم". وأضاف: "ذهبت إلى مصر وحاولت القيام بصلح بين المعارضة والإخوان ولم أوفق. وأتساءل هل الإخوان رفضوا مشاركة غيرهم أم إن غيرهم رفض المشاركة معهم في الحكم؟. آخر حكومة قبل الانقلاب كان فيها الكثير من الوزراء المستقلين لكن على كل حال نحن في تونس مددنا أيدينا منذ الانتخابات لجميع الأطراف وهناك من استجاب وهناك من لم يستجب ونتائج الحال المصرية في كل الحالات تثبت فشل النخبة المصرية في التوافق". وتابع: "النموذج المصري أراد البعض تسويقه في تونس وتصور أن ذلك ممكن وهو ما يفسر أن قطاعات من المعارضة رحبت بالانقلاب في مصر واعتبرته ثورة وتأمل البعض نقله إلى تونس لكن بعد ظهور نتائج الحال المصرية بدأ الناس يستبشعون المشهد وراجعوا موقفهم منه وفضلوا الطرق السلمية لتغيير الحكومة في تونس واضطرت المعارضة للتبرؤ منه".