إنطلقت السبت 14 أفريل 2018 الحملات الانتخابية للانتخابات البلدية المزمع تنظيمها يوم 6 ماي المقبل على أن تستمر هذه الحملة إلى غاية يوم 4 ماي، حملات أضفت حراكا هاما على الساحة السياسية التونسية بمناسبة البلديات الاولى من نوعها بعد الثورة حيث يعود تاريخ اخر انتخابات جرت في البلاد الى 9 ماي 2010 ، كما انها تعد تجربة مستجدة بحكم العدد الكبير للمترشحين وعدد المقاعد المتنافس عليها والرهانات التي تطرحها بالنظر الى اهمية دور البلدية في الحياة اليومية للمواطن وتغطية كامل التراب التونسي بدوائر بلدية . الانتخابات البلديّة الأولى من نوعها في تونس بعد الثورة وفي ظل الدستور الجديد للبلاد الذي خصص بابا كاملا للديمقراطية المحلية تمثّل وفق الملاحظين فرصة للاحزاب السياسية لاثبات تموقعها على الساحة السياسية والمجتمعية ومحرارا لاشعاعها في مختلف مناطق البلاد الى جانب كونها فرصة لانخراط المواطن في الشأن السياسي والتعبير بكل حرية عن موقفه من مختلف المسائل التي تهمه مباشرة . رغم إطلاقها تحذيرات عديدة قبل إنطلاق الحملات الإنتخابية من خرق القانون سجّلت الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بعد أكثر من أسبوع من الحملات خروقات عديدة متفاوتة الخطورة ولكن الجدل أصبح أكثر تفاقما حول الخروقات الكبيرة التي عجّت بها شبكات التواصل الإجتماعي ولم تصرّح الهيئة حدّ الآن بأي موقف تجاهها على غرار إنخراط أعضاء الحكومة في حملات حزب نداء تونس. عدد من وزراء نداء تونس يجوبون عددا من مناطق البلاد للقيام بحملة إنتخابية لقائمة الحزب وولاّت يرافقون رؤساء وأعضاء قائمات نفس الحزب على غرار ما فعله والي سوسة وقد بلغ الأمر حدّ نزول رئيس الحكومة بنفسه للقيام بالدعاية والمشاركة في الحملة الإنتخابية لقائمة النداء ببلديّة قرطاج، خطوات أعادت إلى الواجهة سؤال حياد الحكومة والإدارة في المعركة الإنتخابيّة. نقاط الإستفهام المطروحة حول الحملة الإنتخابية لنداء تونس للبلديّات التي تدور منذ أكثر من أسبوع تجاوزت حدّ التساؤل بشأن مشاركة رئيس الحكومة وعدد من الوزراء بل بلغت حدّ توسيم قيادات الحزب عددا من الأمنيين ضمن الحملة وهو ما يطرح سؤالا ملحا عن حياد المؤسسة الأمنية أمّا في ولاية القيروان فقد نشرت صفحة الحزب صورة لأعضاء قائمة الحزب مع إمام جامع عقبة إبن نافع رغم أن الحزب كان من أكثر من يرفعون شعار تحييد المساجد عن الشأن السياسي والإنتخابي خصوصا. الإنخراط الواضح والمعلن للحكومة في الحملة الإنتخابية لنداء تونس وظهور أئمة مساجد وأمنيون خلال مناشط الحملة الإنتخابية للحزب يثير جدلا واسعا على شبكات التواصل الإجتماعي حيث إعتبره كثيرون تدخّلا واضحا من الدولة لصالح أحد أحزاب السلطة في البلاد في الوقت الذي تلتزم فيه الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات بالصمت وعدم التعليق على الموضوع بالرغم من حساسيّته وتأثيره المباشر على النتائج.