أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، عن النتائج الأولية للانتخابات البلدية ، مشيرة الى ان القائمات المستقلة احتلت مركز الصدارة ب581.930 صوت، لتليها حركة النهضة 516.419 صوت و من ثم حركة نداء تونس 375.964 صوت . الترتيب الذي قدمته الهيئة ، لم يتقبله الكثيرون ، ليس لخطئ في الأرقام أو في التقدير، بل لخطئ إجرائيّ لكونه لا يمكن اعتبار القائمات المستقلة كتلة موحدة، تُحسب كجسم سياسي. و أكد في هذا الإطار المحلل السياسي محمد بوعود في تصريح "الشاهد"، أنّ هيئة الانتخابات و مؤسسات سبر الآراء أخطؤوا حينما قدموا القائمات المستقلة على انها كتلة موحدة . و أضاف بوعود في تصريح ل"الشاهد"، اليوم الثلاثاء 8 ماي 2018 " تقديم المستقلين على انهم تحصلوا على المرتبة الأولى خطأ إجرائي يُجانب حقيقة أنهم مختلفون و من مشارب شتى و لا علاقة لهم ببعضهم البعض." و تابع محمد بوعود بالقول " لا بدّ من التأكيد بأن نتائج المستقلين ما هو إلا حجم انتخابي و ليس حجما سياسيا ، فهؤلاء ليسو كتلة سياسية موحدة و لا يتفقون على أرضية فكرية و توجه برامجي مشترك." و شدّد على أن التعاطي مع المستقلين يجب أن يكون على أساس أنهم روافد بلدية اضفوا تنوعا سياسيا على مشهد تقليديّ تتزاجد فيه أغلبية لحزب أو حزبين و أقلية لأحزاب أخرى. و رجّح محمد بوعود ان يكون تقسيم المهام في المجالس البلدية محصورا بين حزبين في رئاسة المجالس و إدارة لجانها ، مستنتجا ان القائمات المستقلة لم تغير من خارطة المشهد السياسي ، على حد قوله. و كتب الصحفي بسام البوناني على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، ما يلي "لا يمكن بأيّ حال من الأحوال احتساب نتائج المستقلين بشكل تجميعي يصوّر القائمات المستقلة على أنّها جسم واحد .. في بعض الدول، تترشح قائمات مستقلة في شكل شبكة مترابطة .. هنا، تصحّ المسألة .. الحالة الوحيدة التي يمكن احتساب نتائج المستقلين مجسم واحد هو في إطار تحليلي للقائمات غير الحزبية للمقارنة بين موازين القوى وقراءة المشهد السياسي .. شرط أن تكون هذه القائمات غير حزبية فعلا .. عدا عن ذلك، يصبح الأمر تضليلا .. لا أكثر ولا أقلّ !"