في تحليله للحملة للانتخابات البلدية، قال المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي أن بداية الحملة كانت نسبيا باهتة وعرفت لامبالاة من قبل المواطنين، مضيفا أنه منذ يومين لوحظ بداية بعض الحركية على مستويي الاعلام والمواطنين بشكل نسبي. وأشار الحناشي أن القائمات الانتخابية تنشط يومي السبت والأحد، وهما يومان يكون فيهما المواطنون مشغولين. وأكد الحناشي أن هناك كثير من القائمات التي قدمت برامج انتخابية غير واقعية ولا تناسب مهام البلدية، مضيفا أن هناك تضخيما للوعود التي هي غير قادرة على إنجازها حتى ولو بصيغة قانونية، وأن هذا ما ادخل الإحباط لدى جمهور واسع من المواطنين. وأشار الحناشي أن هذا نفس الخطاب والأسلوب الذي ساد في الانتخابات التشريعية الماضية، وأن هذا الخطاب قد يدفع الناس للعزوف عن المشاركة في الانتخابات البلدية. وحول استشرافه بنتيجة الانتخابات البلدية، قال الحناشي أن الخارطة السياسية بدأت تتوضح في العمق، وأن وجود حزبي النداء والنهضة كأبرز حزبين للفوز بها تعتبر عادية إذا ما نظرنا إلى النسيج الاجتماعي التونسي. وأشار الحناشي أن حركة النهضة لها 350 قائمة انتخابية وكذلك نداء تونس التي بلغت 345 قائمة تدل على أن هذين الحزبين لهما قدرة كبيرة على التأطير واستقطاب المترشحين والناخبين. ولاحظ الحناشي قائلا "يبدو ان هذين الحزبين سيكونان الأكثر حضورا في البلديات". وأشار في هذا السياق أن الرهان الكبير يبقى في البلديات الكبيرة في المدن الرئيسية كتونس وصفاقس وسوسة وغيرها. وأضاف الحناشي أن هذه المدن هي الوازنة انتخابيا. وأشار الحناشي أنه بالرغم من الانقسامات التي طالت نداء تونس لكنه تمكن من بعث 345 قائمة انتخابية، في وقت كان حضور الأحزاب التي خرجت منه محدودا، مستنتجا في هذا السياق أن هناك مواطنين ضلوا أوفياء لنداء تونس وأكد الحناشي أن حضور هذين الحزبين بقوة في المشهد الانتخابي إلا أن ذلك لا يعني عدم وجود أحزاب أخرى كالجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي وحراك تونس الإرادة التي لها وجود وانتشار في البلاد. وأضاف الحناشي أن هذه الأحزاب اكتسبت توسعا بسبب الخطاب الذي تروج فيه والقائم على الأخلاق السياسية الذي يمثل معارضة، والذي يركز على نقد السلوك السياسي للأحزاب الحاكمة وأطروحاتها المتناقضة. كما أضاف الحناشي أن هناك عدد كبير من القائمات المستقلة التي ترشحت لهذه الإنتخابات، والتي قسمها محدثنا إلى نوعين: مجموعة أولى مدعومة من قبل بعض الأحزاب الكبيرة ومجموعة ثانية هي قائمات مستقلة وليس لها أي علاقة بالأحزاب. وأكد الحناشي أن المجموعة الأولى من القائمات المستقلة يبدو أن لها أكثر حظوظ من الثانية، وحتى أكثر من بعض الأحزاب حديثة العهد والتي ليس لها انتشار كبير. من جانبه قال المحلل السياسي، سامي براهم في تحليله للمشهد الانتخابي للانتخابات البلدية أن الأجواء التي سادت الحملة الانتخابية كانت باردة وليست ساخنة، مضيفا أن نسقها بطيء جدا ويمكن أن يتسارع في الأيام الأخيرة للحملة وأضاف براهم ل"الصباح نيوز" أن الانتخابات البلدية هي محطة مهمة للحكم المحلي، وهي مرحلة منسجمة مع مرحلة انتقالية تعيشها البلاد. وأضاف براهم أن هذه المحطة هي اختبار صعب جدا، مشيرا إلى أنها شبيهة بتجربة التعاضد من حيث قيمتها وأكد براهم أن هذه المحطة لو نجحت ستعطي دفعا كبيرا للبلاد وخاصة سياسيا، وأنه لو حدثت نكسة ستكون كتجربة التعاضد من حيث نتائجها. وأكد براهم أن هناك اشكالا بالنسبة للمترشحين لهذه الانتخابات، حيث أن هؤلاء ترشحوا قياسا على ما في اذهانهم عن الحكم المحلي في وقت ما يوجد في مجلة الجماعات المحلية ليس كما تصوروه. وحول استشرافه عمن سيكون فائزا في هذه الانتخابات قال براهم أن جزء كبير من المشهد الانتخابي حدده القانون الانتخابي القائم على النسبية وهو نظام انتخابي قائم على تشتيت الأغلبيات. وأشار أن الحزبين الذين لهما حظوظ كبيرة بالفوز بهذه الانتخابات هما حزبا النهضة ونداء تونس وأن هذا واضح، مؤكدا أن جل الأحزاب ستكون متواجدة في البلديات القادمة بفضل القانون الانتخابي. وأشار براهم أن المفاجأة بالنسبة للانتخابات البلدية ستكون القائمات المستقلة التي ربما تزاحم الأحزاب الفائزة في هذه الانتخابات وخاصة حزبي النهضة ونداء تونس. وأضاف محدثنا أن في وجود المستقلين بكثرة في هذه الانتخابات أمرين أولاهما إيجابي وآخرها سلبي، حيث أكد أن الجانب الإيجابي هو حضور الشباب والمستقلين في هذه الانتخابات، وأما الجانب السلبي فهو عدم معرفة الهوية السياسية وتوجهات هذه القائمات. وأكد براهم أنه من المفترض أن تكون هذه القائمات أساسها التجريد ليس هناك ما يفيد على ان لها تجربة سياسية أو في المجتمع المدني او وأن هذا فيه اشكال