عانت ليبيا في الست سنوات الأخيرة من الحكم غير الفعّال والمختل و تناحرت جماعات مسلحة عديدة خارج سيطرة الحكومة في ما بينها مخلفة وراءها دمارا شاملا تزامن مع تهديدات أمنية ما فتئت تتصاعد أفضت الى الإرهاب والتطرف والتهريب والهجرة غير الشرعية ، الامر الذي جعل دول الجوار تتدخّل لامتصاص الأزمة و انقاذ ما يمكن انقاذه من ليبيا. في هذا الإطار جدّدت الجزائر ومصر وتونس التأكيد على أهمية تنفيذ خطة عمل كانت قد وضعتها الأممالمتحدة من أجل حل الأزمة في ليبيا، والتسريع بتنفيذها، محذرة من مزيد من التصعيد وانتشار العنف والإرهاب واتساع الصراعات، في حال التأخر في الوصول إلى حل لهذه الأزمة. وشدد الاجتماع الثلاثي الذي ضم وزراء خارجية هذه البلدان و الذي انعقد يوم أمس الاثنين21 ماي2018 بالعاصمة الجزائرية،على أهمية وضع خطة العمل الأممية حيز التنفيذ، منوها بالخطوات المحرزة في هذا الشأن. كما أكد وزراء خارجية مصر وتونس و الجزائر على أهمية وضع خطة العمل الأممية حيز التنفيذ داعين الأطراف الليبية بمختلف توجهاتها إلى بذل مزيد من التنازلات لإعلاء المصلحة الوطنية وتحقيق التوافق الضروري لإنهاء المرحلة الانتقالية و ضرورة توفير الظروف الملائمة الكفيلة بتسريع تنفيذ خطة العمل الأممية . و أصدرت دول الجوار بيانًا عقب الاجتماع ، شدّدوا فيه على أهمية الأخذ بعين الاعتبار مساهمة الليبيين في كافة المشاورات والجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تنفيذ مسار التسوية، مؤكدين على أن"الحل السياسي يجب أن يكون ليبيا- ليبيا، ونابعا من إرادة وتوافق كافة مكونات الشعب الليبي". و يعدّ هذا الاجتماع مناسبة لاستعراض تطورات الوضع السياسي في ليبيا والتشاور حول الخطوات التي يمكن اتخاذها من أجل مساندة جهود الأممالمتحدة لتنفيذ خطّة العمل من أجل ليبيا، حسب ما أفاد به وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي في تصريح إعلاميّ. ويهدف الاجتماع ايضا وفق الجهيناوي الى تدارس جملة من الأفكار والرؤى حول السبل الكفيلة لإعطاء دفع جديد لمسار التسوية السياسية في ليبيا . واعتبر الوزير ان اهمية هذا الاجتماع تكمن في النظر في مدى التقدم في تنفيذ خارطة الطريق لاخر اجتماع والتي تعتمد على عدة مراحل من بينها الحوار بين ممثلي حكومة طبرق، وممثلي مجلس الدولة والذين اجتمعوا في تونس في مناسبتين وتم تغيير اتفاق الصخيرات 2015 ، لكن للأسف البرلمان لم يجتمع من اجل المصادقة على ذلك. ومن النقاط المطروحة خلال الاجتماع كيف يمكن تجاوز الازمة من اجل التوصل الى تنظيم انتخابات ومقارنة تحاليل البلدان الثلاثة حول الوضع العام في ليبيا وكيفية دعم مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا ومساعدته على التقدم في تنفيذ خارطة الطريق التي تم إقرارها وتم فيها تعديل اتفاق الصخيرات والاستجابة لمطالب الجانبين . يذكر أنه تمّ على اثر إعلان تونس للتسوية السياسية الشاملة في ليبيا الموقع في 20 فيفري 2017، عقد ثلاثة اجتماعات تشاورية بين وزراء خارجية الدول الثلاث انعقدت على التوالي بالجزائر في جوان 2017 وبالقاهرة في نوفمبر 2017 وبتونس في ديسمبر 2017.