منذ اتخاذ رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي قرار تعليق العمل بوثيقة قرطاج 2، بعد عدم التوصل الى اتفاق حول، النقطة 64 من الوثيقة فيما يتعلق بمآل حكومة يوسف الشاهد، لم يبد الاتحاد العام التونسي للشغل موقفا جذريا من المسألة ككل، بالرغم من أنه لم يتوقف طوال الأشهر الأخيرة، عن التأجيج و التهديد بالتصعيد في حال لم يقع "ضخ دماء جديدة" في الحكومة مطالبة بصريح العبارة بتعيين "ربّان" جديد يقود البلاد أو أنها ستنتهج منهجا تصعيديا لا تحمد عقباه.. ويبدو أن المركزية النقابية خيرت انتهاج مسلك التخفيف من حدة الخطاب بعد أن بلغ حدا أقصى من التصعيد ، وهو ما برز في تصريحات الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي على هامش لقاء جمعه مؤخرا برئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي . وقد أعلن الطبوبي ان اللقاء «تناول الوضع السياسي المتأزم والذي ألقى بظلاله على كل الأوضاع والمسائل الاقتصادية والاجتماعية» مع إشارته إلى وجود تقارب في وجهات النظر مع رئاسة الجمهورية بشأن سبل تجاوز الوضع الصعب في أقرب الآجال، ليشير بشكل جلي أن البلاد في حالة انتظار ولا يمكن أن تطول هذه الأزمة أكثر من اللازم» لذلك فعلى الجميع «تبجيل المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية»، وفق قوله. وفوق ذلك ، أكد زعيم المركزية النقابية انه في «الايام القادمة تنفرج الأمور نهائيا في الوضع السياسي» مشددا على ان الامر سيكون قريبا. في تلميح الى ان ملف الخلاف بشأن تغيير كلي للحكومة سيحسم اثر شهر رمضان، دون القول ان كان الحسم لصالح تصور الاتحاد السابق ام مناقض له. وتابع "يجب على الجميع تبجيل المصلحة الوطنية على المصالح الذاتية" مضيفا " الايام القادمة القريبة تنفرج الأمور نهائيا في الوضع السياسي"، بالرغم من أنه كان قد أعلن إثر تعليق مشاورات وثقية قرطاج 2 أن الاتحاد لم يعد معنيا بأية نقاشات أو مشاورات. لكن في المقابل لا يزال موقف الاتحاد العام التونسي للشغل من مسألة بقاء الشاهد على راس الحكومة على حاله، فهو لا يزال يعتبر الاخير قد فشل في ادارة الملفات الاجتماعية والاقتصادية وان بقاءه هو استمرار لنهج الفشل، غير انه خفف من حدة انتقاداته العلنية للرجل اثر اعلان الاخير، يوسف الشاهد الحرب على المدير التنفيذي لنداء تونس حافظ قائد السبسي واستهدافه هو والمجموعة المقربة منه. اختيار الاتحاد ان لا يقحم نفسه في هذا الصراع مع خفض حدة انتقاداته لا يعنى ضرورة انه قد يقبل بالعودة لمناقشة نقاط وثيقة قرطاج2 وتأجيل ملف الشاهد الى مناسبة أخرى، ولكن في لقاء الطبوبي بالسبسي يبدو ان الاوراق قد خلطت من جديد وان تكتم الطرفان عن الافصاح فان تحركاتهم خلال الساعات القادمة ستكشف جزءا مما وقع الاتفاق عليه.