تونس «الشروق» بدأ الحديث لدى الرأي العام حول فرضيات المشهد السياسي المنتظر للمرحلة القادمة وتحديدا مشهد السلطة والتوافقات التي ستحيط بها. وثمة اجماع اليوم لدى مختلف الاطراف السياسية الفاعلة أن الازمة لا يجب أن تطول أكثر بعد أن أصبحت تهدد بمخاطر عديدة. ورغم حالة الغموض الشديد السائدة اليوم إلا أن عديد الأطراف ترى ان بوادر حل الازمة بدأت تقترب وهو ما أكده الامين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي اثر لقائه برئيس الجمهورية بالقول انه في «الايام القادمة ستنفرج الأمور نهائيا في الوضع السياسي». وكان رئيس الحكومة قد وعد في كلمته الاخيرة بانه سيقوم بادخال التعديلات الضرورية في الفترة القادمة على حكومته وعلى عملها وهو ما بدأ يتأكد منذ اول امس بعد ادخال تحوير وزاري اول شمل وزارة الداخلية في انتظار ان يشمل وزارات اخرى في الفترة القادمة. وهو ما أكده أمس الناطق الرسمي باسم الحكومة إياد الدهماني بالقول ان رئيس الحكومة يوسف الشاهد، يعكف حاليا على تقييم أداء الوزراء وبعد الانتهاء سيقوم بالتعديلات الضرورية خاصة في ظل ما يقوم به الشاهد من مشاورات في الايام الاخيرة مع رئيس الجمهورية. غير ان الامر سيبقى في حاجة دائما إلى الحوار والتوافق وإلى تقديم تنازلات وهو ما أكدت عليه حركة النهضة في بيانها الاخير من خلال الدعوة الى استئناف المشاورات بين مختلف الاطراف والتي قد تتكرس بعودة اجتماعات وثيقة قرطاج 2 والتوافق نهائيا حول بنودها. ومن جهة أخرى أشار أمين عام اتحاد الشغل اثر لقائه برئيس الجمهورية إلى وجود تقارب في وجهات النظر مع رئاسة الجمهورية بشأن سبل تجاوز الوضع الصعب في أقرب الآجال. وكانت بعض الاطراف قد اقترحت مؤخرا سيناريو التغيير الكلي لحكومة يوسف الشاهد وتنصيب رئيس حكومة جديد، وهي الدعوات التي مازالت متواصلة إلى اليوم لكن هذا السيناريو سيتطلب وقتا مُطولا نسبيا لتنفيذه خاصة انه سيمرّ عبر البرلمان. وهو ما ترفضه أطراف أخرى بالقول ان التغيير المستمر للحكومات لا يخدم مصلحة البلاد خاصة ان الفترة التي تفصلنا عن موعد انتخابات 2019 تعتبر قصيرة ويمكن ان تواصل الحكومة الحالية خلالها مهامها ومواصلة تنفيذ برنامج عملها في انتظار المنظومة الحاكمة التي ستفرزها الانتخابات القادمة.