بعد سنوات عجاف من الركود الذي خيّم على القطاع السياحي في تونس نتيجة الأوضاع الاقتصادية المضطربة والهجمات الإرهابية التي استهدفت هذا القطاع الحيوي، بدأت السياحة التونسية تعيش نوعا من الانتعاش. و تكشفُ مؤشرات وأرقام الموسم السياحي الأخير عن قفزة استثنائية حققتها السياحة والتي تمكنت من تحقيق انتعاش كبير وتجاوز الأزمات والخسائر الفادحة التي ضربت القطاع خلال السنوات الماضية. و تطوّرت مداخيل القطاع السياحي خلال الخمسة أشهر من السنة الجارية مقارنة بذات الفترة من السنة الفارطة بنسبة 38 في المائة بالدينار و32 في المائة بحساب الدولار و16 في المائة باحتساب الأورو وذلك وفق ما أعلنت عنه وزيرة السياحة والصناعات التقليدية سلمى اللومي الرقيق اليوم خلال جلسة عمل حول "القطاع السياحي في ولاية المنستير" انتظمت اليوم بمقر ولاية المنستير. وتعكس مؤشرات القطاع السياحي في تونس خاصة بالنسبة للأسواق الأوروبية عودة الجاذبية واستعادة القطاع لعافيته حيث سجل وصول 2 مليون و500 ألف من الوفادات منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية ماي 2018 أي بزيادة بلغت 21 في المائة مقارنة بذات الفترة من سنة 2017 و2.5 في المائة مقارنة بسنة 2010. وتطورت الوفادات الفرنسية بنسبة 40 في المائة والجزائرية بنسبة 15 في المائة سنة 2018 مقارنة بسنة 2017. ومن المؤمل أن يبلغ عدد السياح الجزائريين 3 مليون سائح جزائري والعدد الجملي للسياح 8 مليون سائح خلال سنة 2018 وفق تا اعلنت عنه الوزيرة التي اشارت كذلك الى ان عدد الوفادات إلى جهة المنستير بلغ خلال الخمسة أشهر الأولى من السنة الجارية 103 ألف قضوا 700 ألف ليلة أي بنسبة تطور بلغت 45 في المائة. وضبطت وزارة السياحة والصناعات التقليدية خطة متكاملة لإنجاح الموسم السياحي بالتنسيق مع وزارات النقل والتجارة والداخلية والشؤون المحلية والبيئة والفلاحة مما مكن من تلافي عدّة نقائص وإيجاد حلول وفق ما أفادت سلمى اللومي الرقيق مشيرة إلى أنّه تقرر في هذا الصدد دعم عمليلت تأمين الشواطئ والمواقع السياحية وتوفير الأعداد الكافية من أعوان الأمن والديوانة في المطارات وتجنب انقطاع التيار الكهربائي ومياه الشرب والحرص على جودة الاستقبال والنظافة حاثة أصحاب النزل على مزيد العناية بالتأمين الذاتي باعتباره مسألة وجوبية وغير صعبة الإنجاز وفق تقدير الوزيرة. وافادت اللّومي بأنّه من الإجراءات الّتي وقع إقرارها لفائدة ولاية المنستير دعم بلدية المنستير باعتماد قدره 150 ألف دينار لتعزبذيز التدخلات المتصلة بالنظافة بالمنطقة السياحية بالمنستير وانطلاق دراسة تهيئة كرنيش القراعية بالمنستير بمساهمة من صندوق حماية المناطق السياحية. وتجاوز عدد السياح الذين دخلوا البلاد 2،3 مليون في العشرين من ماي، بزيادة نسبتها 21،8 في المئة بالنسبة للفترة نفسها من العام 2017و5،7 في المئة بالنسبة إلى الفترة نفسها من 2010. وبلغت عائدات السياحة 358،6 مليون دولار فيالأشهر الخمسة الأولى من 2018 بزيادة نسبتها 31,8 في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من 2017. يشار إلى أن رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار والسياحة جابر بن عطوش، أكد الاسبوع الماضي أنه تم تسجيل "حجوزات قياسية" ، إذ يمكن أن يتجاوز عدد السياح الوافدين خلال هذه السنة ال8 ملايين، مبرزا في لقاء مع (وات) أن الموسم السياحي لصائفة 2018 سيكون مميزا بعودة العديد من الأسواق التقليدية على غرار السوق الفرنسية والانقليزية والهولاندية. وقال ان بشائر هذه الانتعاشة بدأت في الظهور منذ شهر أفريل الماضي، فقد سجلت حجوزات السياح الفرنسيين القادمين إلى تونس إرتفاعا ب200 بالمائة مقارنة بالنسب المسجلة خلال سنة 2017 ليبلغ عدد الوافدين 650 ألف سائحا فرنسيا خلال هذا الموسم، ونحن نستعد لاستقبال أكثر من 900 ألف سائحا روسيا وهذا مؤشر يبرز التطور الملحوظ الذي تسجله هذه السوق منذ الثورة، مع عودة قوية للسوق الانقليزية.