في مثل هذا اليوم العاشر من جوان سنة 1967 سقطت هضبة الجولان في يدّ قوات الكيان الصهيوني في اليوم الأخير من حرب 1967 أو ما بات يعرف فيما بعد بنكسة 67 أو بحرب الأيام الستّة والتي تكبّد فيها العرب خسارة نكراء ومذلّة خسر فيها كل أراضي فلسطين و سيناء المصرية إضافة إلى جولان السورية. ولكن ورغم استرجاع العرب لبعض من أراضيه عن طريق "السلام" أو القتال فقد بقيت الجولان إلى يومنا هذا محتلّ دون وجود إصرار من الجانب السوري على استرجاعه خاصة أن وزير الدفاع في حرب "النكسة" هو الرئيس السابق لسوريا حافظ الأسد، في وقت خاضت فيه مصر حرب ضروس في 1973 ضدّ الكيان الغاضب واستردّت منه سيناء. إن احتلال الجولان مازال يحمل إلى اليوم كثيرا من الغموض في علاقة بسيطرة القوات الصهيونية على الإقليم السوري دون معارك تذكر وعدم سعي القيادة السورية في حرب 1973 لاسترجاع الهضبة رغم أن الظروف كانت ملائمة لذلك وصولا إلى اتفاق الأسد وكاسنجر سنة 1974 والذي لم يتم الإعلان عنه حتى الآن ولكن انضبط النظام السوري بحالة السلم المستقرّة في الإقليم دون أن يطالب به أو يطلق رصاصة واحدة لتحريره. تسليم الجولان في صباح 10 جوان أبلغ حافظ الأسد القيادة المصرية العسكري، أن هناك حشوداً عسكرية يهودية على الحدود السورية ، وكان البلاغ كاذباً بينما التقطت القيادة السياسية المصرية الطعم واتخذت إجراءات كلها كانت في خدمة أهداف العدو ، قبل أن تتأكد من صحة الخبر الذي أشاعه النظام السوري ، وكانت نكسة جوان 1967. وفي الأثناء ذلك أعلن مندوب سوريا في الأممالمتحدة سقوط القنيطرة في يد اليهود قبل أن تسقط، ولكن المندوب الصهيوني كذّب ذلك ، وقال:إن شيئاً من ذلك لم يحصل. يقول وزير الدفاع آنذاك محمد الزعبي إن حافظ الأسد وزير الدفاع في تلك الفترة أكّد أن القنيطرة عاصمة الجولان قد سقطت ويجب إذاعة البلاغ 66 يوم 10 جوان 1967. وأضاف الزعبي أن البلاغ 66 هو كارثي وغير مفهوم مبيّنا انّه كان من الممكن الدفاع عن الجولان وإذاقة الكيان الصهيوني المرّ حتى تقدر أن تأخذ شبر فقط من سوريا. وأضاف الزعبي هنالك شبهة وتآمر من أجل تسليم الجولان والدليل على ذلك أن القائد أحمد السوداني ومبعوث الكيان في الأممالمتحدة يؤكّدان أن القنيطرة لم تسقط بينما يصرّ حافظ الأسد على أنّها سقطت. وأضاف الزعبي أن احمد سويداني قائد أركان الجيش أخبره ان بعض القيادات لمّا سمعوا البلاغ عدد 66 تركوه لوحده وغادروا الميدان لأنّهم تيقّنوا أنّه هنالك مؤامرة. وأكّد الزعبي ومع بداية دخول الجيش الإسرائيلي للجولان اتصل به حافظ الأسد وأخبره أنه تسرّع في إذاعة البلاغ 66 ولكنّها ستسقط لانّها محاصرة من كل جهة. وبيّن وزير الإعلام السوري السابق أن البلاغ 66 كان كاذب ومشبوه وفيه شبهة يتحملها حافظ الأسد. من جانبه،تساءل الباحث الإسرائيلي والمختصّ في الشأن السوري إيال زيسر عن السبب الذي دفع القيادة السورية تسلّم الكيان الصهيوني الجولان بهذه الطريقة مبيّنا انّه في العادة يتم في الإذاعات العربية إذاعة بلاغات عن انتصارات لم تحصل بينما في هذه الحالة العكس وقع إذاعة بيان عن هزيمة لم تحصل. أذاع حافظ الأسد بلاغ سقوط القنيطرةالمدينة السورية عام 1967م في يد اليهود قبل أن تسقط ، وكان الجنود السوريون على مشارف طبرية ، وحينما اتصل وزير الصحة السوري عبدالرحمن الأكتع – وكان بالقرب من فيق – بحافظ الأسد ، وقال له : أنا قرب فيق والقنيطرة لم تسقط في يد اليهود ، رد عليه وزير الدفاع السوري بالشتائم الهابطة ، وعرف الناس أن بيان سقوط القنيطرة كان مدبّرا ومخططا له وذلك حسبما ذكره الدكتور جمال عبد الهادي في كتابه "الطريق إلى بيت المقدس".