يبدو أن الكيان الصهيوني يتجه حاليا نحو حرب على جبهتي الشام وغزة في وقت واحد لا سيما أن فصائل المقاومة الفلسطينية استعملت مؤخرا سلاحا متطورا حديثا ضد القوات الصهيونية. أما على الجبهة السورية فان اقتراب الصراع المسلح من الحدود ينذر بحرب وشيكة. هدد بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمس بتفعيل العمليات العسكرية ضد المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة ردا على الهجمات التي وقعت ضد دوريات الجيش والقصف الصاروخي لجنوب فلسطينالمحتلة.
وقد ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين نتيجة للقصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ مساء السبت المنصرم إلى 6 أشخاص، في حين جرح ما يزيد على 25 آخرين.
وكان المقاومون الفلسطينيون قد هاجموا في وقت سابق سيارة «جيب اسرائيلية» مما أدى إلى جرح أربعة جنود، في حين سقط حوالي 40 صاروخا الليلة قبل الماضية على مناطق الجنوب الاسرائيلي، مما أدى إلى إصابة ثلاثة صهاينة على الأقل.ومن جهته قال نتنياهو في جلسة للحكومة:»إن جيش الدفاع الاسرائيلي يواصل التصرف بفاعلية ضد المنظمات الإرهابية في قطاع غزة، الذين يتلقون ضربات موجعة.. ينبغي على العالم أن يعرف أن اسرئيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء من يحاولون الهجوم علينا. ونحن مستعدون لتصعيد هذا الرد ».
وفق زعمه. ونقل موقع الأخبار الإلكتروني «وايت- نت » تصريحات وزير الأمن الداخلي إسحق أرونوفيتش التي قال فيها:«لقد آن الآوان لإزالة التهديدات. وأنا سأوصي بالبدء في المهاجمة وفق مبدإ «التصفية المستهدفة » لقيادات (الحركة الحاكمة في القطاع) حماس، وإنزال الضربات بالبنية التحتية التابعة لهم وكل الأهداف الأخرى التي يتطلبها ذلك، والضربات لابد ان تكون اشد ضراوة وقسوة ».بينما ينظر الخبراء المحليون إلى قرب إجراء الانتخابات المبكرة، المقررة في 22 نوفمبر الجاري كعامل دافع للقادة والزعماء على قسوة أقوالهم وأفعالهم. فالعملية العسكرية الكبيرة الأخيرة على قطاع غزة جاءت قبيل إجراء الإنتخابات البرلمانية السابقة في ديسمبر 2008 جانفي 2009.
وفي الجبهة السورية , هددت « اسرائيل» أمس الاحد بالرد في حالة وصول قذائف سورية مرة أخرى إلى هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل مما يبرز المخاوف الدولية من احتمال أن يؤدي الصراع الذي تشهده سوريا إلى إشعال صراع في المنطقة على نطاق أوسع.
وجاءت تصريحات وزير الدفاع إيهود باراك وفقاً لرويترز بعد أيام من إبلاغ « إسرائيل» النظام السوري بأن يحد من الهجمات التي تستهدف مقاتلي المعارضة قرب الجولان وهي الهضبة التي احتلتها «اسرائيل» في حرب عام 1967.
وقال باراك لراديو جيش الاحتلال الصهيوني دون إسهاب «تم توصيل الرسالة بلا شك، هل يمكن أن أقول بثقة أنه لن تسقط قذائف؟ لا يمكنني ذلك. إذا سقطت قذيفة سوف نرد ». وضربت قذيفة مورتر والتي كانت ضمن وابل من القذائف مستوطنة اسرائيلية في هضبة الجولان يوم الخميس الفارط لكنها لم تنفجر.
وتابع باراك معبرا عن أمله في أن ينتصر مقاتلو المعارضة وأن يسقط النظام السوري وأن «تبدأ أخيرا مرحلة جديدة من الحياة في سوريا ».
وأطلق جيش الاحتلال الصهيوني «أعيرة تحذيرية» على سوريا أمس بعد أن سقطت قذيفة مورتر جراء اشتباكات بين القوات السورية وقوات المعارضة على الجولان، التي تحتلها إسرائيل.وهذا الحادث يقع للمرة الأولى منذ 1973 حسب ما بثه راديو إسرائيل.