ما انفك الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق يثير الجدل بمواقفه المتناقضة وتصريحاته المتضاربة على الساحة السياسية، حتى لا يكاد يمرّ يوم واحد دون أن تتناول الساحة الاعلامية الحديث عن "شطحاته". وليس بمخفيّ أن أكثر ما يقلق التونسيين في هذه الشخصية السياسية المثيرة للجدل هو علاقته المريبة بدولة الإمارات التي ارتفهت وتيرتها خلال الفترة الأخيرة لتطرح عديد التساؤلات سيّما وأنّ أيدي الإمارات "ملطّخة" بتشويه ثورات الربيع العربي .. وبالإضافة إلى تاريخ محسن مرزوق الذي يزخر بالحيثيات التي تثبت تبعيته إلى الإمارات على غرار التسريبات التي كشفها موقع "أسرار عربية" مطلع العام الجاري حول تورّطه في شبكة جوسسة في تونس تابعة للإمارات، فإنه حرص على "تقزيم" الحديث عن محاولة الانقلاب في تونس في محاولة منه لتتفيه المسألة. و وصف مرزوق الخبر الذي نشره موقع ‘موند أفريك'الفرنسي بخصوص التخطيط لمحاولة انقلاب في تونس بدعم إماراتي، واللقاء الذي جمع وزير الداخلية المقال لطفي براهم بمسؤول في المخابرات الامارتية بجزيرة جربة للتخطيط للإطاحة بالسلطة، ب"الكلام السخيف والقصة المفبركة الواضحة". و تابع مرزوق "القصة ما يصدقها بكل أسف كان ناس تجد عليهم العجائب و الخرافات"، مستنكرا صمت الحكومة و عدم إدلائها بأي تصريح للرأي العام لنفي وتكذيب ما يروج ، داعيا رئيس الجمهورية او مصدر حكومي إلى الرد على الموضوع . وأكد في تصريح لموزاييك على هامش زيارته الى ولاية سوسة مساء اليوم الثلاثاء لافتتاح مقر جديد للحركة في منطقة حمام سوسة، أن هناك ماكينة اعلامية ضخمة تحركت، في اشارة الى قناة الجزيرة، و موقع صحفي معروف بفبركته للأمور و لمن يدفع أكثر، وفق قوله. وتابع "الشبكة الخارجية واضحة، صحافي أجنبي، قناة تلفزيونية أجنبية ، فبركة أجنبية ثم خيوط محلية" . و اعتبر مرزوق أن المؤامرة الاجنبية الحقيقية تكمن في فبركة الموضوع و الادعاء بالباطل على وزير الداخلية المقال لطفي براهم بسبب تصفية حسابات سياسية ضيقة، قائلا' الناس اللي تحكم جزء من الاشاعات لهم مصلحة في الفبركة و لهم جيوش فايسبوك لتصفية الحسابات ، اللي ما عندهمش حجة بش يواجهوه يتعاملو معاه بالفبركة و الاشاعات'. و شبه الامين العام لحركة مشروع تونس ما يحدث حاليا مع وزير الداخلية المقال لطفي براهم كالذي حدث معه في موضوع الطيران الإماراتي. جدير بالذكر أن صحيفة "موند أفريك" الفرنسية أصدرت مؤخرا تقريرا لرئيس تحرير الصحيفة نيكولا بو، حول إحباط انقلاب محتمل في تونس. و كشف التقرير أن المخطط الإماراتي لم تكن السعودية ولا مصر ولا محيطين بالرئيس الأميركي دونالد ترامب بعيدين عنه، للتخلص من حركة النهضة والتيار الإسلامي عموماً، ومعه كل الطاقم السياسي الحاكم اليوم، وإعادة أركان النظام المخلوع إلى الواجهة من خلال تنصيب كمال مرجان وزير داخلية نظام بن علي في رئاسة الحكومة بدل يوسف الشاهد. لكن، وبحسب الصحيفة الفرنسية فإن استخبارات فرنسا وألمانيا والجزائر اكتشفت المخطط وأبلغته إلى السلطات التونسية، ليقوم الشاهد بإطاحة براهم فوراً، وخصوصاً أن الأخير كان مفروضاً فرضاً على الشاهد "الذي لطالما كان محمياً من الرئيس الباجي قائد السبسي".