تحرص سيّدات البيوت على توفير حلويّات العيد ، ذلك لكون فرحة العيد لا تستقيم إلاّ إذا تزينت الطاولات بأشهى الحلويات لاستكمال عناصر مشهد البهجة والسرور. و تحرص السيدات على صنع حلويّات تقليديّة (مقروض –غريّبة – أذن القاضي– كعك الورقة – قطايف – بقلاوة ) حلويات تستمدّ جذورها وأصالتها من تاريخ الأجداد وتجمع بين عاملين ، أولهما النظافة و ثانهما التوفير، ذلك ان متوسطي الدخل لا يتسطعون شراء حلويات قد يعادل سعرها أجر شهر كامل . في الواقع نساء كثيرات لا يقبلن دخول حلويات جاهزة لبيتها إيمانا منهنّ بأنه مهما كانت الحلوى فاخرة فهي لن ترتقي في كلّ الأحوال إلى حلويات من ناحية النظافة و اللذة . و تشير مفيدة البجاوي (60 سنة) إلى أن رغم المجهود التي تتكبده المرأة في صنع الحلويات ، إلاّ أنّ النتيجة تنسيها كلّ التعب . و تقول مفيدة ل"الشاهد" : أتعب في صنعها و لكن يتلاشى كل ذلك التعب عندما أرى أطفالي يأكلون ما صنعت يدي ، فالتعب خير لي من المخاطرة بصحة ابنائي ،من يعرف ماذا تضع المحلات وسط المعجنات و من يعرف من اي مادة متكونة ." و تابعت : " سمعنا ان الغش سيطر على أغلب المحلات حتى وصل بهم الأمر لوضع مواد منتهية الصلاحية في وسط المعجنات وهو ما يجعلنا لا نثق بالحلويات الجاهزة ، من يدري ماذا يمكن ان نضع داخل أجسامنا . " و أشارت أنه رغم الغش ، تتميز أسعار هذه الحلويات بإرتفاعها المشط و هو ما لا يتناسب مع القدرة الشرائية للمواطن البسيط . و في حديث مع " الشاهد" قالت عبير المطماطي (24 سنة) المتزوجة حديثا ، أنها تعودت أخد الحلويات جاهزة في بيتها قبل الزواج و لكن تغيرت المعادلة بعده ليجبرها زوجها على صنع الحلويات في البيت بسبب إرتفاع أسعارها وهي جاهزة . و تواصل عبير الحديث وسط قهقهاتها : " قمت بصنعها في البيت كما طلب زوجي و استهلكت لترا من زيت الزيتون لصنع كغ من "الغريبة" ، بعدما عرف زوجي بذلك تمنّى هذا الأخير لو أنّه إشتراها جاهزة و ندم على اليوم الذي طلب مني فيه صنع الحلويات في البيت ." و أضافت : " كلفته زيتا أكثر مما كنت سأوفره نقودا لعدم إشتراءها جاهزة." يذكر أن رئيس منظمة الدفاع عن المستهلك دعا في وقت سابق العائلات التونسية الى العودة الى عاداتنا القديمة عبر إعداد حلويات العيد في المنزل وذلك بعد ان اتضح ان ما يصنعه المستهلك في بيته أهم من الذي يشتريه بأسعار مرتفعة من محلات تلجأ للغش في إعدادها بحثا عن المكسب المادي السريع. و شهد سعر الفواكه الجافة ارتفاعا متواصلا بسبب تواصل انخفاض ثمن الدينار في حين انّ جل الفواكه الجافة مستوردة وحتى اللوز الذي يتم انتاجه محليا زادت اسعاره بسبب هيمنة السماسرة على هذا القطاع. وقد انعكس ارتفاع اسعار سوق الفواكه الجافة سلبا على اسعار حلويات العيد. و تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من «البوفريوة» 40 دينارا وسعر الكيلوغرام الواحد من اللوز زاد من 22دينارا الى 28دينارا حسب الجودة ويتجاوز سعر البندق 70 دينارا كذلك ان سعر الفستق يناهز 50 دينارا وبلغ سعر الجوز 34 دينارا للكلغ الواحد.