لا يزال وقع العملية الارهابية التي شهدتها منطقة عين سلطان بجندوبة والتي راح ضحيتها ستة من خيرة قوات الحرس الوطني ، مدويّا، لاسيما وقد تعددت الروايات والتحليلات بشأن الهجوم. ولعلّ من أبرز التصريحات التي صدرت عقب الهجوم الارهابي، ما أدلت به مديرة المركز الدولي للدراسات الأمنية والعسكرية بدرة ڨعلول و المعروفة بقربها من الإمارات، متهمة كلا من حركة النهضة و وزير الداخلية بالنيابة غازي الجريبي بالتورط في الهجوم الأخير، وهو ما روجت إليه وسائل الإعلام الإماراتية على غرار قناة الغد و موقع الخليج. و كانت ڨعلول قد أثارت ضجة واسعة باتهامها غازي الجريبي بإقصاء جميع الكفاءات والقيادات الأمنية الناجحة من أجل فسح المجال لمن سمتهم ب"أبناء الغنوشي والنهضة" ليقوموا بهذه العملية، دون أن تقدم أي دليل على تورط النهضة. كما أشارت قعلول إلى أن المركز الذي تقوم بإدارته تمكن من "اختراق" كتيبة "عقبة بن نافع' التي تبنت هجوم جندوبة الإرهابي، حيث تم الاستماع إلى "تسجيل صوتي يؤكد أن هؤلاء يحضرون لعملية إرهابية على إثر إقصاء القيادات وخاصة المدير العام لمكافحة الإرهاب في الحرس الوطني"، مشيرة إلى أن المركز قدم هذه المعلومات لوزير الداخلية المعزول لطفي براهم الذي قال إنه اتخذ كامل الإجراءات والاحتياطات لمنع وقوع هذه العملية "إلى أن تمت إقالته وإفراغ هذا المكان" بهدف تمكين الإرهابيين من تنفيذ الهجوم" ، وفق تقديرها. تصريحات قعلول أثارت عاصفة من الجدل في تونس، وبناء عليها قرر قاضي التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الارهاب بتونس ،عشية الاربعاء، تحجير السفر على مديرة المركز الدولي للدراسات الإستراتيجية الأمنية والعسكرية بدرة قعلول. وكانت وحدة مكافحة الإرهاب قد استدعت قعلول، صباح الثلاثاء، للتحقيق معها حول تصريحاتها الأخيرة حول وجود تسجيل يؤكد تحضير كتيبة عقبة بن نافع لعملية إرهابية في جندوبة، وفق ماتداولته وسائل إعلامية. وفي تعليقه على ذلك ، وصف الناطق باسم الداخلية العميد سفيان الزعق هذه التصريحات بأنها "مغلوطة وكاذبة"، داعيًا قعلول إلى تقديم ما يثبت بأنها أبلغت السلطات بوجود عملية إرهابية في جندوبة. ومن جهته، اعتبر الجريبي أن ربط العملية الإرهابية الأخيرة بموجة التغييرات الجديدة داخل الوزارة «لا أساس له من الصحة»، داعيًا السياسيين التونسيين إلى "عدم اللعب بالإرهاب وكل ما يتعلق بأمن تونس لكسب نقاط سياسية". وقد كان لهذا الجدل وقع مدوي على المشهد العام، حيث رجح عديد متابعي الشأن السياسي أن للإمارات يد في هذا الهجوم الارهابي وتداعياته. وفي خضم هذا الشأن، دوّن الباحث والمحلل السياسي محمد هنيد في حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "هل بدأ مشروع أبوظبي في ذبح ثورة تونس؟ هل بدأ رجال الإمارات في الانقلاب على الانتخابات وتركيع الدولة وذبح آخر النماذج العربية الناجحة؟ هل قرروا حمام دم تونسي على الطريقة الجزائرية؟ تحفرون قبوركم بأيديكم، وشعب تونس العظيم لا يركع لغير الله وحده ناصر الحق بالحق ولو كره الكافرون". فيما شكك سياسيون ونشطاء بمصداقية البيان المنسوب إلى كتيبة عقبة بن نافع الذي تبنت فيه الجماعة الإرهابية هجوم جندوبة، حيث دوّن المحامي شريف الجبالي "الاستغباء يبدأ من هنا، هذا البيان بدءًا بموقع نشره وديباجته وتركيباته اللغوية مع مصطلحاته، لا يمكن أن يكون صادرًا عن كتيبة عقبة بن نافع. قارنوا هذا البيان بخمسة بيانات سابقة فقط لهذه الكتيبة الإرهابية، لتقفوا على الفوارق. البعرة تدل على البعير. فككوا شفرات وبصمات هذا البيان وسيدلكم على من خطه".