تصدّرت صور "شيخ المدينة" سعاد عبد الرّحيم منصّات التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية ، وهي تباشر حملة نظافة في شوارع تونس العاصمة، لتثير جدلا واسعا باعتبارها محطّ أنظار الجميع لاسيّما وأنها المرأة الأولى في تونس التي تتقلّد منصبا بأهمية مشيخة مدينة تونس، لتتباين ردود افعال المتابعين بين مثمّنين لجهودها ومبدين اعجابهم بعزيمتها وآخرين معتبرين ما قامت به يصبّ في إناء الشعبوية لا أكثر. و تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور عبد الرحيم، وهي بصدد تنظيف الشوارع مع عمال البلدية، في إطار حملة نظافة بدائرتي "المدينة" و"باب بحر"، مساء الأربعاء، تحت شعار "بيك انت واحنا.. تونس تولي أحلى". ولعلّ الضجة التي أثارتها عبد الرحيم تندر في إطار كون التونسيين يتابعون للمرة الأولى في تاريخ البلاد مشهدا مماثلا لرئيس بلدية تونس، يشارك في حملة نظافة بالشوارع، في مشهد اعتمدته عبد الرحيم في مستهل توليها للمنصب. وتنظم "بلدية تونس" حملة واسعة للنظافة بكامل المناطق السياحية في المدينة العتيقة وما حولها، تشمل أحياء متعددة من العاصمة التي تشكو من النفايات والأبنية القديمة الآيلة للسقوط. يذكر أن رئيسة قائمة حركة النهضة، سعاد عبد الرحيم قد فازت يوم 3 جويلية 2018 برئاسة بلدية تونس العاصمة ب 26 صوتا من جملة 48 خلال الدور الثاني لتركيز المجلس البلدي، وذلك بعد امتناع كل من مرشحي الجبهة الشعبية والتيار الديمقراطي وعددهم 12 عن التصويت، لتكون بذلك أول امرأة رئيسة للمجلس البلدي لتونسالمدينة." وكان صعود سعاد عبدالرحيم على رأس مشيخة المدينة قد أثار جدلا واسعا على الساحة السياسية، باعتبارها المرأة الأولى التي تقلّدت منصب شيخ المدينة في تاريخ تونس. و قد علت أصوات عدد ممّن يسمّون أنفسهم ب"الحداثيين"، تنديدا ورفضا لتقلد مرشحة النهضة بهذا المنصب على الرغم من أنها المرأة الأولى التي تتوج بهذا التكليف في تاريخ تونس. و قالت أستاذة الجامعية سلوى الشرفي في تدوينة على صفحتها بالفايسبوك ان رئيس بلدية تونس الحاضرة سعاد عبد الرحيم لا تختلف عن مرشحة الدجين المقطع التابعة لحركة النهضة. وقالت سلوى الشرفي ان التقدميين يرفضون سعاد عبد الرحيم لكونها مرشحة للنهضة. وكتبت الشرفي التدوينة التالية في كلمتين يكفي من محاججتنا بان الشيخة سعاد عبد الرحيم يجب مساندتها من طرف التقدميين لكونها امراة. ذلك هو تكتيك حزب النهضة وهدفه. تتذكروا المرشحة متاع الدجين المقطع؟ النهضة قدمت لكل صنف ما يروق له حسب مبدا التقية. التقدمية هي بالأساس دفاع عن حقوق حديثة ضد منظومة تشريعية قديمة وظالمة في حق المرأة و في حق الأقليات. لذلك فان رفض سعاد عبد الرحيم مرتبط برفض الحزب الذي أوصلها الى هذا المنصب وهو حزب يحمل ايديولوجية ماضوية تظلم المرأة وتظلم الأقليات. المهم تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة سيكون الفيصل بيننا وبين جميع الأحزاب الرجعية منها والوسطية والتي تقدم نفسها تقدمية. و من جهتها، نشرت الباحثة رجاء بن سلامة تدوينة على صفحتها الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي فايسبوك ، الاربعاء 4 جويلية 2018، تحت عنوان "نسيان المستقبل والغرق في فنجان الماضي" . و دونت بن سلامة ما يلي: " هناك من حيّى تولي سعاد عبد الرحيم رئاسة بلديّة تونس لأنها أوّل امرأة تتولّى المنصب، وهناك من غضب لأنّها من حركة النّهضة، وهناك من عبّر عن تردّده بين الأمرين، وهناك من أخرج من الأرشيف تصريحات سابقة للرئيسة الجديدة تعبّر فيها عن النزعة الأخلاقوية للحركة الإسلاميّة، متغاضيا عن اعتذارها عنها مرّات. السّؤال الغائب : كيف ستدير السيدة سعاد بلديّة تونس؟ ننسى المستقبل غالبا. نغرق في فنجان الماضي والحاضر… هل ستدير السيّدة سعاد هذه البلدية الكبرى بمنطق الجماعة والفئة، أم بمنطق المسؤولة عن الصّالح العامّ؟ وكيف ستتعامل الأطراف الخاسرة في انتخابات هذه البلديّة؟ وهل ستكون قوّة ضغط وتعديل واقتراح أم ستفشل أيضا في أداء هذا الدّور؟ سنراقب، ونقيّم، بأقصى ما يمكن من النّزاهة…" ومن جانبه، اعتبر الناطق الرسمي باسم حركة نداء تونس منجي الحرباوي أنه "من المؤسف أن منصب شيخ مدينة تونس يؤول لتنظيم النهضة الاسلامي وليس لحزب ديمقراطي حداثي عصري" حسب تعبيره وقال إنه "اليوم بان بالكاشف أن تحالف النّداء مع النهضة انتهى". و عبّر الحرباوي عن أسفه لفوز النهضة أمام نداء تونس في عديد البلديات وخاصة في بلدية تونس التي آلت رئاستها لمرشّحة النهضة سعاد عبد الرحيم. وأرجع الحرباوي الاربعاء 4 جوان في تصريح لاذاعة شمس أف أم، نتائج نداء تونس في الانتخابات البلدية إلى نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات التى كانت على حساب نداء تونس وفق تعبيره، مرجعا هذه النتائج لوجود أحزاب خذلت نداء تونس ولم تمنح أصواتها لمرشّحي النّداء مشيرا إلى أن الجبهة الشعبية كانت على رأس هذه الأحزاب.