راجت اخبار ومخاوف على صفحات التواصل الاجتماعي على اثر ما تم تداوله من أخبار حول الدخان المتصاعد من تحت الأرض في منطقة بولاية القيروان والذي قيل إنه أعراض لزلزال قادم مدمّر. وعلّق المدير الجهوي للبيئة بالقيروان لطفي العبيدي اليوم الاربعاء 8 أوت 2018، على ظاهرة الدخان المتصاعد من أراضي القيروان والتي راج انّها اعراض زلزال قادم وقال ان هذا الدخان المتصاعد يتمثل في تراكم وتخمر مواد عضوية تحترق بارتفاع درجات الحرارة، وهو امر قد يحصل بجميع الدول وأضاف في تصريح لإذاعة موزاييك، ان هذه الظاهرة لا علاقة لها بالزلازل، مبيّنا ان الغازات المنبعثة ناتجة عن الاحتراق. وأوضح بكار الترميز مدير تقييم الدراسات البيئية في الوكالة الوطنية لحماية المحيط في تصريح إعلاميّ، أن الوكالة الوطنية لحماية المحيط تحولت إلى مكان تصاعد الغازات بكل التجهيزات المتاحة وتمكنت من السيطرة على هذه الظاهرة خاصة بعد نزول الأمطار. وكشف أن ظاهرة تصاعد الغازات في منطقة المتبسطة من ولاية القيروان تسمى ب"التورب" وهي ظاهرة طبيعية تحدث عند تجمع المواد العضوية وتتخمر وتتحول لمصدر غازات وتحدث على بعد قرابة 50 سنتمترا من سطح الأرض وهي مشابهة لعملية تكوّن البترول والفرق أن البترول يتكون على عمق كبير جدا. إلى جانب ذلك قال المعهد الوطني للرصد الجوي ردّا على المعلومات المتداولة مؤخرا عن ظاهرة الغازات بالقيروان، إنّ التوقع بحدوث الزلازل لا يزال في طور البحوث النظرية ولا يوجد بالعالم حاليا طرق وأجهزة معتمدة للتوقع بحدوث الرجات الأرضية. وحسب المعهد، تفضل مختلف الوكالات المهتمة بمتابعة النشاط الزلزالي وتأثيره في الوسط والمحيط، الاعتماد على طرق التخفيف من حدتها باللجوء إلى تواتر الرجات الأرضية بالمناطق البارزة زلزاليا وذات ارتجاج مؤثر على البنية التحتية. وأشار المعهد الوطني للرصد الجوي إلى أن ما ورد بصفحات التواصل الاجتماعي حول علاقة انبثاق غازات الرادون هو بمثابة مؤشر على حدوث زلزال مدمر، "لا يرتكز على أسس علمية وتجريبية واضحة وصحيحة ولا يزال في طور البحوث النظرية وأن النشاط الزلزالي هو نشاط مستمر عبر الزمن وعادي ومرتبط أساسا بنشاط الصدوع الحديثة". وأضاف المعهد بأنّ تونس تقع جغرافيا بعيدا عن حدود الصفائح التكتونية خلافا لما هو الحال بإيطاليا أو الجزائر أو اليونان. اما من جهته حذّر الخبير الدولي في مجال الطاقة والبترول والطاقات المتجددة والباحث في مجال الفيزياء الجيولوجية مصطفى العيساوي من الدخان المتصاعد منذ أكثر من 3 أشهر من باطن الأرض بمنطقة المتبسّطة من ولاية القيروان، مؤكّدا أنه ينذر بقدوم زلزال قد يكون مدمّرا. وأوضح العيساوي في تصريح لجريدة "24/24" أن الجمهورية التونسية موجودة على خط تكتوني يمر بشمال البلاد وهي منطقة نشاط زلزالي دائم، مشيرا إلى أن الصفائح التكتونية التي تقع عليها القارة الإفريقية تتحرك وتزحف نحو القارّة الأوروبيّة ما يولّد رجّات وزلازل. وأضاف الخبير أنه علّق على حادثة القيروان من باب الاحتياط وأنه طالب بإجراء تحاليل لعيّنات من الغازات الزرقاء المنبعثة من باطن الأرض للتثبت ممّا يجري ولاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تتخذها جميع الدّول، متسائلا عن الغلط في ذلك وعن دواعي التفنيد بدون وجه علمي. كما دعا الخبير إلى الإفصاح عن الجهات التي مكّنت الدولة من أجهزة التحليل التي تم استعمالها "في حال تم القيام بها" باعتبار أن تونس لم تسخّر موارد ماليّة لاقتناء مثل هذه التجهيزات. وشدّد الخبير على أن الغازات المنبعثة ليست بنفايات زراعيّة ولا عضويّة مذكّرا بأن الوزارة حاولت جاهدة إطفاء النار لمدّة أسبوع كامل باستعمال حاويات الحماية المدنية وبالجرافات لكن دون جدوى، وحتى بعد هطول أمطار أغرقت المنطقة إلا أنها لم تخمد هذه الغازات ‘العجيبة' المنبعثة، ممّا من شأنه أن يثبت وبالدليل بأن الأمر غير طبيعي.