باتت جميع الاحتمالات أمام تركيا مطروحة، للحد من نزيف عملتها، ومنها محاولة الهروب من الدولار واعتماد العملة المحلية في المبادلات التجارية، مع شركائها الاقتصاديين، بالإضافة إلى توجه مستثمرين نحو تداول العملات الرقمية. قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه سيجعل من الذهب المحدد الرئيس لقيمة العملة التركية, وأضاف بعد قراره الزيادة في الرسوم الجمروكية على المنتوجات الأمريكية منها السيارات, والكحول والتبغ, أن تركيا"سننتج منتجات أفضل وأعلى جودة من جميع المنتجات التي نشتريها من الخارج وسنعمل على بيعها في الخارج. وسنقاطع السلع الإلكترونية الأميركية". ويبدو أن هناك تجاوباً سريعاً في الأفق مع التوجه التركي نحو التعامل بالعملات المحلية في التجارة الخارجية، إذ قال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أمس الإثنين، إن روسيا ترغب في أن يكون التبادل التجاري مع تركيا بالعملة الوطنية. ولدى سؤاله عن اقتراح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال المتحدث باسم الكرملين إن روسيا تطالب بمثل هذا الترتيب مع جميع الدول، مضيفاً أن المسألة أثيرت في أكثر من مناسبة، خلال المحادثات الثنائية بين تركياوروسيا. وفي هذا السياق، يؤكد المحلل الاقتصادي التركي، يوسف كاتب أوغلو، أن تحسّن علاقات بلاده مع روسيا وإبرامها صفقات وعقودا، عسكرية وبناء مفاعل نووي، هي أهم أسباب الضغوط الأميركية، معتبراً أن تحالفات جديدة، مع روسيا ومجموعة "البريكس" من ضمن الخيارات إن استمر التصعيد الأميركي. وتشهد العلاقة بين موسكو وأنقرة، تطورات متسارعة، خاصة بعد القطيعة التي جاءت على خلفية إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، إذ تظهر بيانات دائرة الجمارك الفيدرالية الروسية أخيراً، تصدّر تركيا قائمة الشركاء التجاريين لموسكو في النصف الأول من عام 2018. وحسب ما نشرته أخيراً صحيفة "ديلي صباح" التركية، فإن حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد بنسبة 37% على أساس سنوي، ليصل إلى 13.3 مليار دولار، وارتفعت صادرات تركيا إلى روسيا بنسبة 47%، بينما ارتفعت الواردات من روسيا بنسبة 36% في العام الماضي. من جانبها انتقدت إيران السياسات والمواقف التي تتبناها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد تركيا، وأعربت عن استعدادها لتقديم كافة أشكال الدعم اللازم لأنقرة بهذا الخصوص. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي رفض بلاده الإجراءات الأميركية التي تستهدف تركيا، لافتا إلى ضرورة أن تشعر الدول المجاورة لإيران بوقوف طهران معها، ودعا إلى تعزيز التعاون الوثيق بين دول المنطقة. وتوقع المسؤول الإيراني أن تنجح تركيا وشعبها "في التغلب على كافة الضغوط التي تمارس ضدهم من الخارج، وشدد على أن إرادة الشعوب لا يمكن بأي حال أن تتغير بالقمع والتهديدات. يبدو أن التحالف التركي الايراني الروسي يمضي قدما نحو الواقع و التحقق, اذ بات هدف واحد يجمعهم. ويذكر أن عملة "بيتكوين" في تركيا بدأت تنمو، رغم عدم الاعتراف الرسمي بالعملات الرقمية، بل ثمة صرافات آلية قرب مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول تتيح تحويل الليرة إلى العملة الرقمية.