مع تواصل الأزمة بين تركياوالولاياتالمتحدة واستمرار انهيار الليرة التركية بسبب رفع واشنطن قيمة الرسوم المفروضة على وارداتها من أنقرة, صرح رجب الطيب أردوغان أن بلاده تستعد لاستخدام عملتها المحلية في علاقاتها التجارية مع روسيا وإيران والصين. وكشف أردوغان خلال لقاء مع رجال أعمال بولاية ‘طرابزون' التركية أن بلاده " ستضطر إلى تطبيق الخطة باء والخطة جيم" اذا تواصلت واشنطن في ضغطها بسحب الدولار من الأسواق التركية. وأكد على أن مبدأ الندية يجب أن يحكم العلاقات بين بلاده والولاياتالمتحدة، وأن على واشنطن أن تتخلى عن فكرتها الخاطئة بشأن إمكانية تجاوز هذا المبدأ. وأضاف "ليست مسألة دولار أو يورو أو ذهب، ولكنها حرب اقتصادية ضدنا واتخذنا التدابير اللازمة لمواجهتها". في هذا الاطار أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ‘بهرام قاسمي' في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الرسمي رفض بلاده الإجراءات الأميركية التي تستهدف تركيا، لافتا إلى ضرورة أن تشعر تركيا بوقوف طهران معها، ودعا إلى تعزيز التعاون الوثيق بين دول المنطقة. يبدو أن الأزمة التركية الأمريكية تتجاوزالخلاف حول موضوع القس، اذ تختلف أنقرةوواشنطن في ملفات كثيرة؛ مثل تضارب المصالح في سوريا، وسعي تركيا لشراء أنظمة دفاع روسية، ورفض واشنطن تسليم الداعية التركي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير المحاولة الانقلابية وسط 2016. لعل هذا ما يبرر تصاعد وتيرة تصريحات أردوغان حيث كان آخر تصريح له: "نقول مع السلامة لمن يفرط بشراكته الإستراتيجية مع تركيا من أجل علاقاته مع تنظيمات إرهابية"، وأضاف "ما فشلوا بتحقيقه عبر التحريض ومحاولة الانقلاب، يحاولون حاليا تنفيذه عبر المال، وهذا يسمى بصراحة حربا اقتصادية". ويذكر أن الوقوف في وجه الولاياتالمتحدة محل إجماع من الأحزاب والقوى السياسية في تركيا. اذ قال رئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال قليجدار أوغلو إن "تغريدات ترامب عدائية، وتمس كرامة شعبنا، وهذا أمر غير صائب ولا نقبله إطلاقا"، كما صدرت مواقف مماثلة عن قادة أحزاب سياسية أخرى. فهل ستستمر الولاياتالمتحدةالأمريكية في حربها الاقتصادية ضد أنقرة مع علمها باتجاه أردوغان شرقا نحو تحالفات في المنطقة ستكلف واشنطن ثمنا باهض.