تتَوالى فضائح وتعقيدات الموقف القانوني للرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد اعتراف اثنين من أعضاء حملته الانتخابية بالذنب في تهم جنائية، نُقل عن حارس ببرج ترامب أن للرئيس طفلا غير شرعي نتيجة لعلاقته مع خادمة. فبَعد اعتراف كوهين, المُحامي الشخصي السّابق للرئيس ترامب, حيث شهد بأن الأخير أصدر تعليمات له بارتكاب جريمة بترتيب مدفوعات قبل انتخابات الرئاسة, لشراء صمت امرأتين تزعمان أنهما أقامتا علاقات جنسية مع ترامب. واعترف كوهين بأنه دفع مبلغي 130 و150 ألف دولار للإمرأتين مقابل التزامهما الصمت, مؤكداً أن ذلك تم بطلب من ترامب، وكان الهدف تفادي انتشار معلومات كانت ستسيء إليه. ظهَرت على السّطح فضيحة الابن غير الشرعي لترامب من خادمته, وقد أوضح مارك هيلد، محامي الحارس دينو ساجودين، أن موكله سبق أن أبرم اتفاقا مع شركة "أي أم آي" الإعلامية يقضي بعدم التحدث عن الموضوع لمصدر صحفي آخر، كما أكد المحامي أن الحارس التزم الصمت مقابل 30 ألف دولار. وقال المحامي إن موكله تمكن حاليا من إنهاء العقد وأصبح حرا في التحدث عن العلاقة التي تعود لثمانينيات القرن الماضي. ويُشار الى أن القصّة تصدرت الأضواء في أفريل الماضي, قبل حصول "سي.ان.ان" على العقد الموقع بين الحارس وشركة "أي.أم.آي". ويجدر بالذكر أن شركة "أي أم آي" يملكها الناشر والإعلامي ديفد بيكر المقرب من ترامب، وقد منح المحقق الخاص روبرت مولر الحصانة لبيكر كي يكشف المزيد من أسرار الرئيس، وذلك بعد يومين فقط من إدانة هيئة المحلفين المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية بول مانافورت ب"الاحتيال" وجرائم مالية، واعتراف مايكل كوهين المحامي الشخصي السابق لترامب بأنه مذنب في تهم جنائية. وهاجَم ترامب وزير العدل جيف سيشنز وطالبه بالتحقيق في الشكاوى المتكررة ضد من يحققون في إدارته والديمقراطيين، بينما توقع السناتور الجمهوري لينزي غراهام أن يعزل ترامب سيشنز، في حين واصل المدعون الاتحاديون تضييق الخناق على ترامب ومنحوا الحصانة لآلن فايسلبرغ المدير المالي لمؤسسة ترامب، الذي يعتقد أنه يملك أسرارا إضافية عن علاقة الرئيس الأميركي مع كوهين. ومع تضييق الخناق عليه، حذر ترامب من أنّ أسواق المال ستنهار في حال الشروع في إجراءات عزله من منصبه. وقال في تصريحات صحفية "أقول لكم إنه إذا تم عزلي ستنهار الأسواق. أعتقد أن الجميع سيصبحون فقراء جدا، لأنه في غياب تفكيري سترون أرقاما لن تصدقوها. دعت صحيفة نيويورك تايمز أعضاء الكونغرس عن الحزب الجمهوري إلى التحرك والبدء بعدم التستر على مساوئ ترامب والابتعاد عن ممارساته الفاسدة، وبعبارة أخرى عدم الصمت عنها. وترى نيويورك تايمز أن أول خطوة يجب على الكونغرس القيام بها هي تمرير قانون يحمي المحقق الخاص روبرت مولر الذي يحقق في تدخل روسيا المحتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية. أمّا الخطوة الثانية في نظر الصحيفة فهي فتح تحقيقات في الخروقات المالية التي شابت الحملة الانتخابية للرئيس ترامب خاصة على ضوء اعتراف محاميه الخاص كوهين بأنه تلقى منه توجيها لكي يستعمل المال بطريقة غير قانونية للتأثير في مسار الانتخابات من خلال شراء صمت ممثلتين إباحيتين عن علاقتهما الغرامية مع المرشح الجمهوري. مَع ذلك, فإذا احتفظ الجمهوريّون بمجلس البرلمان في انتخابات نوفمبر, فلن يكون هناك أي مساءلة, أما "إذا أصبح مجلس النواب في يد الديمقراطيين, فإنهم سيبدؤون إجراءات العزل،,بصرف النّظر عما إذا كان لديهم أدلة على ارتكاب ترامب جرائم خطيرة.